
هاي كورة (رأي خاص بالصحفي كازانوفاس – SPORT)
أكتب هذه الكلمات ليس من موقع الناصح، فأنا أعلم جيدًا أن لامين يامال لا ينتظر توجيهاتي، ولن يمرّ على سطوري هذه، لأن الدائرة التي يأخذ منها نصائحه ضيّقة وتقتصر على من يحبهم ويثق بهم: عائلته وأصدقاؤه.
ومع ذلك، لا أستطيع أن أمنع نفسي من التعبير عن رأيي، كصحفي ظل لسنوات يتابع نشأة وتطور النجوم منذ لحظاتهم الأولى.
لامين يامال، هذا الفتى الذي بالكاد تجاوز الثامنة عشرة، هو تجسيد حي لذلك النموذج الفريد من الرياضيين الذين يقتربون من المجد في سن المراهقة.
لاعب أساسي في برشلونة، متوج بثلاثة ألقاب، موقع على عقد بنكهة النجومية، ومُرشّح للكرة الذهبية، لا سابقة تاريخية تقارن بمثل هذا الإنجاز المبكر.
لكنه، كما توقعت دائمًا، وجد نفسه مؤخرًا في عاصفة إعلامية لا يستحقها.
ضجة مفتعلة حول حفلة عيد ميلاده شُوّهت عن قصد، واللافت أنه لم يهرب، واجه الإعلام، تحدث بنضج فاجأني وقال: “ميسي شق طريقه، وسأشق طريقي أنا أيضًا”، كلمات أنهت جدل المقارنات، وأضاف: “ألعب لبرشلونة، لكن لي حياتي خارج الملعب”، وهنا بيت القصيد.
أوافقه في جوهر ما قال، لكنني كصحفي ومتابع للمشهد، أذكره بأن الرياضي النخبوي لا يكون نجمًا في أوقات التدريب فقط، بل هو نجم على مدار 24 ساعة.
نعم، لك حياتك الخاصة، لكن لا يمكن فصلها عن حياتك الرياضية، لا يمكن أن تعيش حياتين متوازيتين إذا كنت تطمح لأن تكون الرقم واحد في العالم، فالقمة لا تُهدى، بل تُنتزع بالجهد والانضباط والتضحيات.
هو يذكرني بلاعب التنس الإسباني كارلوس ألكاراز، الذي انفجر بدوره في سن مبكرة، ويرفض هو الآخر التخلي عن حياته الخاصة.
كلاهما لا يشبهان ميسي أو نادال، أولئك الذين ضحّوا بكل شيء ليصلوا إلى المجد، لكن الزمن تغير، والجيل الجديد يحمل فلسفة مختلفة، فقط، يجب أن يتأكد لامين من أن خياراته خارج الملعب لن تسرق منه كل ما بناه داخله.
أقول هذا لا لأنتقده، بل لأني أؤمن بموهبته، لامين أمامه مستقبل عظيم، بشرط أن يدرك أن النجومية مسؤولية لا تنطفئ بعد صافرة النهاية.