هاي كورة – عندما تعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب الفرنسي هيرفي رينارد في عام 2019، كانت التوقعات مرتفعة جدًا.
رجل نجح في إفريقيا مع زامبيا وساحل العاج، ويمتلك كاريزما خاصة، بدا وكأنه الرجل المناسب لقيادة “الأخضر” إلى مصاف المنتخبات الكبرى، لكن الأرقام والقرارات التي اتخذها لاحقًا رسمت صورة أكثر تعقيدًا وأقل بريقًا.
حصيلة رينارد مع الأخضر خلال الولايتين: خاض رينارد 51 مباراة مع المنتخب السعودي، حقق خلالها (24 انتصارًا، 12 تعادلًا، 15 خسارة).
أي أن عدد مرات تعثره (27 مرة) تفوق على انتصاراته، ما يطرح تساؤلات حول مدى نجاح هذه التجربة فعليًا، خاصة عند مقارنة النتائج بالآمال المعلقة على المدرب الفرنسي.
رغم بعض اللحظات المضيئة، أبرزها الفوز التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم 2022، إلا أن رينارد فشل في ترجمة هذا الزخم إلى إنجازات حقيقية على مستوى القارة.
لم يتمكن من إيصال المنتخب إلى أدوار متقدمة في بطولة كأس العالم، ولم يحقق أي بطولة إقليمية تُحسب له فعليًا.
الضربة الأقسى كانت رحيله المفاجئ قبل بطولة كأس آسيا 2023، واحدة من أهم المسابقات التي كان يُنتظر أن يظهر فيها الأخضر بصورة مشرفة.
المفارقة أن رينارد عاد لاحقًا لقيادة الأخضر بعد فشل تجربته مع منتخب فرنسا للسيدات، والآن أضاع فرصة التأهل المباشر للمونديال ليوجه الفريق إلى الملحق الآسيوي، مما يصعب المهمة.
هيرفي رينارد قدم للمنتخب السعودي لحظات جميلة، لكنه في المجمل خيّب آمال الجماهير، أرقامه غير مقنعة، قراراته مثيرة للجدل، ورحيله في لحظة حرجة قلل من مكانته لدى المتابعين.
قد يذكره البعض كبطل الفوز على الأرجنتين، لكن الأغلبية ستتذكر أرقامه.. فهل يستحق رينارد كل هذا التقدير؟ أم أنه مثال جديد لمدرب نال أكثر مما يستحق؟
