
(الدمعة الحيّة – بقلم توماس رونسيرو – as)
وداع الأحبّة دائمًا ما يكون لحظة مؤلمة، لكنه في سانتياغو برنابيو كان وداعًا مكلّلًا بالجمال والكرامة.
يوم ودّع ريال مدريد اثنين من أعظم أساطيره: كارلو أنشيلوتي، المدرب الذي غرس الحكمة والهدوء في تاريخ النادي، ولوكا مودريتش، مايسترو خط الوسط الذي لامس الكمال في كل تمريرة، لم تكن المباراة بحد ذاتها هي الحدث، بل المشهد الإنساني الذي صبغ الليلة كلها.
الهتافات، الدموع، والعناق الجماعي من مدرجات البرنابيو، أظهرت حجم الحب والامتنان اللذين يكنّهما جمهور المدريديستا لهذين الرمزين.
أنشيلوتي، بابتسامته الأبوية، ومودريتش، بتواضعه وأناقة لعبه، حصدا وداعًا يليق بالكبار.
لحظة العناق بين أنشيلوتي ومودريتش في وسط الملعب، بعد مراسم التكريم، كانت كافية لإذابة القلوب.
مشهد بدا فيه الاثنان كأب وابنه، لا كمدرب ولاعب. لأن ريال مدريد ليس فقط نادٍ… إنه عائلة.
لم تغب اللفتة النبيلة من لوكاس فاسكيز، الذي ترك الأضواء طواعية في ليلة وداعه رقم 400 مع الفريق، تقديرًا لأنشيلوتي ومودريتش.
لوكاس، ابن الأكاديمية، سيظل رمزًا للإخلاص والتفاني، وذكرى لا تُنسى في ذاكرة المشجعين.
رغم كل هذا الزخم العاطفي، لم يُنسَ الجانب التنافسي، إذ واصل كيليان مبابي تألقه بتسجيله هدفين عززا موقعه كمرشح أول للحذاء الذهبي.
سجل حتى الآن 43 هدفًا، والطريق مفتوح لتجاوز الخمسين مع كأس العالم للأندية القادمة.
في الختام: “أودع اليوم صديقين غاليين، كانا سببًا في أن أكون مدريديًا أفضل، وإنسانًا أطيب. مع أشخاص مثل أنشيلوتي ومودريتش، تصبح الحياة أكثر جمالًا. وداعًا… إلى لقاءٍ آخر، أيها الأعزاء”.