
هاي كورة (تقرير من as)
في ليلة لن تُنسى، تحوّل ملعب سانتياغو برنابيو إلى مسرح ذهبي لوداع اثنين من أعظم رموز ريال مدريد: لوكا مودريتش وكارلو أنشيلوتي.
وبين دموع الجماهير ورسائل الامتنان، تألّق كيليان مبابي ليقترب بشدة من التتويج بالحذاء الذهبي، في أمسية جمعت المجد والعاطفة.
رغم أن المباراة أمام ريال سوسيداد كانت قائمة، إلا أنها بدت مجرد خلفية لحفل التكريم، وحضرت الجماهير من أجل الوداع، لا من أجل النتيجة.
فأنشيلوتي ومودريتش لم يغادرا فقط بأرقام مذهلة، بل بأناقة واحترام رسّخاها في قلب كل مدريديستا.
رسالة المدرب الإيطالي كانت واضحة: التجديد في مدريد لا يتوقف، لكن رحيل الكبار يبقى مؤلمًا، في الملعب، أصر مودريتش على أن يكون ختامه كما بدأ: أداء فني راقٍ واستمرارية نادرة.
صُمّم أسلوب اللعب حوله، وكل الطرق كانت تؤدي إلى مبابي، الذي وجد ضالته قبل نهاية الشوط الأول من ركلة جزاء احتسبها الـVAR.
أما الشاب التركي أردا غولر، فقدّم إشارات مبشرة، لكنه ما زال يبحث عن تلك “الروح” التي تميّز العظماء، كما وصفها أنشيلوتي، وفي الشوط الثاني، تحوّل المشهد إلى احتفال صاخب بمودريتش.
كل لمسة منه كانت تُقابل بعاصفة من التصفيق، ورحيله بدا غامضًا على المستوى الرياضي، إذ لا يزال أحد أكثر اللاعبين وعيًا وهدوءًا في الفريق.
مع اقتراب النهاية، شارك البدلاء، وسجل مبابي هدفه الثاني ليؤكد أحقيته بلقب الهداف.
ثم جاء المشهد الأجمل: ممر شرفي لمودريتش، وعناق أخير مع كروس، في لحظة ترددت أصداؤها حتى مانشستر، حيث قد يكون كاسيميرو تابعها بقلبٍ حزين.
ثلاثي الوسط الأسطوري طوى صفحته… تحت قيادة الرجل الذي جعل كل شيء يبدو من ذهب: أنشيلوتي.