“هناك بعض الخاسرين يستحقون أن يذكرهم التاريخ”
هاي كورة – جدال كبير نشأ في السنوات الأخيرة ما بين أنصار الفرق والمنتخبات المختلفة مع كل نهائي يكون فيه الفائز هو الأقل أداءً والخاسر هو الأفضل.
سبب هذا الجدال أن مشجعو المنتصر دائمًا ما يرددون مقولة أن “التاريخ لا يذكر إلا الفائز”، فهل صحيح أن التاريخ دومًا لا يتذكر إلا البطل؟
الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى شقين، الشق الأول أن التاريخ بالفعل لا يتذكر إلا الفائز، لكن هذا ينطبق على سجلات الاتحاد الدولي والاتحادات القارية والوطنية، فالنتيجة عندما تكتب في الأرشيف سيكون البطل هو الأهم حينها.
أما الشق الثاني، أن دخول الخاسر في طي النسيان ليس بالأمر الضروري، فكثيرًا ما تذكر التاريخ الخاسر المتألق، والمنتصر السيئ، وهذا حدث في نهائيات عديدة، فالمتابعون والمتخصون والجمهور، دائمًا ما يتغنون بالفرق التي قدمت كل ما لديها لكن التوفيق لم يحالفها لتتوج أدائها بالألقاب.
وإذا أردنا أن ندحض هذه المقولة، فالأمثلة على ذلك كثيرة، فهناك منتخب هولندا في نهائيات كأس العالم 1974 و1978 و2010، وكيف أنه أصبح رمز للخاسر سيئ الحظ، كذلك باير ليفركوزن الذي قدم موسم كبير في 2001-2002 لكنه خسر كل شيء محليًا وقاريًا، ولا ننسى أيضًا منتخب برازيل 1982 الذي لم يتوج بكأس العالم لكن يعتبره الكثيرون أفضل منتخب في التاريخ.
إذًا الآن علينا عندما نذكر الفرق الخاسرة أن نعطيها حقها من المديح الذي تستحقه كما نفعل مع المنتصر، فالرياضة لا تصلح أبدًا بطرف فائز واحد فقط.