يصعب ايجاد تفسير موضوعي مقنع للموقف الذي اتخذته ادارة نادي ريال مدريد من قضية الاتهامات التي وجهها القضاء الاسباني لغريمه نادي برشلونة بشان تقديمه رشاوى للحكام و هي القضية المعروفة اعلاميا و جماهيريا بقضية نيجريرا.
و اختار النادي الملكي الاصطفاف و الانحياز للعدالة الاسبانية ضد برشلونة حيث يعتبر نفسه ضحية من ضحاياه و يتأسس في القضية لاستعادة ما يراه حقا من حقوقه. و لم يكن احد ينتظر ان يتفاعل ريال مدريد مع هذه القضية بهذا الموقف خاصة ان الناديين يمران بفترة ليست سيئة في علاقتهما بعدما جمعهما مشروع السوبرليج فأين يمكن تصنيف موقف النادي الملكي .
لا يستبعد ان يكون ريال مدريد و رئيسه فلورنتينو بيريز اراد استغلال قضية نيجريرا لتوجيه ضربة قوية لغريمه برشلونة ان لم تقتله فإنها ستضعفه و ستجعله غير قادر على مصارعة الريال لسنوات طويلة قادمة ، و لا يمكن ان يكون موقف الريال دعما و لو معنويا للقضاء الاسباني الذي تصرف من تلقاء نفسه و لا ينتظر دعم أي جهة في خطواته و بالتالي فان الريال هو الذي قد يستفيد من العدالة الاسبانية و ليس العكس مهما كانت الاحكام النهائية التي ستصدر بشان القضية.
و بالمقابل فان موقف ريال مدريد سيزيد من عداوة برشلونة له حتى و ان تمت تبرئته فالجميع في برشلونة يرون الان موقف الريال بالانتهازي و يعتقدون انه بعدما فشل في مواجهة النادي الكاتالوني علنا في الملعب لجأ الى مثل هذه الاساليب .
و يمكن اعتبار موقف النادي الملكي بالمتسرع في محاولة للضغط على القضاء لتسريع خطاه نحو ادانة برشلونة او على الاقل النبش في القضية اطول فترة ممكنة في مرحلة حرجة من الموسم قد يكون من تداعياتها التأثير على نتائج برشلونة في الدوري الاسباني و مسابقة كاس الملك و سيكون الريال هو المستفيد الاول من ذلك .