رحل المهاجم البرازيلي نيمار جونيور عن نادي برشلونة رغم انف الادارة و الجمهور و حتى زملائه اللاعبين الذين قاموا بجهود من اجل اقناعه بالبقاء و ثنيه عن الرحيل خاصة صديقيه لويس سواريز و ليونيل ميسي و حتى جيرارد بيكيه .
و رفض نيمار بتأثير من عائلته و اقاربه كل ذلك و اصر على الرحيل فانتقل الى باريس سان جيرمان الذي لم يكلف نفسه التفاوض مع برشلونة بل تولى ملاكه القطريون اتمام الصفقة من خلال دفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب و قدره 222 مليون اورو فلم يتبقى لبرشلونة دورا في الصفقة سوى القيام بعملية فسخ العقد بعدما حصل على القيمة المالية.
و فضلا عن الاغراءات و الحوافز المالية التي قدمها القطريون لنيمار من اجل حمل الوان باريس سان جيرمان كان احد اسباب رحيل البرازيلي هو رغبته في التخلص من ظلال ميسي و الفوز بالجوائز الفردية و على رأسها جائزة الكرة الذهبية و حتى يخطف الاضواء في حديقة الامراء بعدما تخيل نفسه ملكا متوجا على عرش الكرة العالمية .
الان يقضي نيمار موسمه السادس مع باريس سان جيرمان دون ان يحقق أي هدف من الاهداف التي رسمها مثلما لم يحقق ناديه الاهداف من تلك الصفقة التي حملت صفة التاريخية ماليا فقط غير انها كانت فاشلة داخل الملعب .
و عجز نيمار عن تقديم الاضافة لفريقه خاصة في مسابقة دوري ابطال اوروبا على اعتبار ان التتويج بلقب صاحبة الاذنين هو الهدف الرئيسي من المشروع الرياضي الذي رسمه القطريون غداة استحواذهم على ملكية النادي الباريسي عام 2011 و من لاجله انفقوا اكثر من مليار اورو حتى الان على التعاقدات. و
كما عجز نيمار عن خطف الاضواء بعدما وجد نفسه يلعب في ظل المهاجم كيليان مبابي الذي انضم للفريق في نفس الميركاتو و بنفس القيمة المالية تقريبا لكنه تألق بشكل منتظم و متواصل و اسوأ من ذلك ان ميسي التحق بنيمار و خطف الاضواء فأصبح نيمار يلعب تحت ظلين ، و نجح الارجنتيني في الفوز بجائزة الكرة الذهبية عام 2021 ثم جائزة ذا بيست عن عام 2022 و مرشح للفوز بالكرة الذهبية للموسم الحالي بعدما توج بلقب المونديال بينما نيمار انهى موسمه مبكرا بعد تعرضه لإصابة حددت مدة غيابه بسببها بأربعة اشهر.
و تقييما للتجربة الفرنسية خلال المواسم الستة التي قضاها نيمار مع باريس سان جيرمان نجدها مخيبة و لم ترقى لمستوى لاعب راهن عليه الجميع و راهن هو نفسه على هذا التغيير من اجل تعزيز مكانته كنجم عالمي .
و باستثناء الموسم 2019-2020 الذي نجح خلاله نيمار في قيادة النادي الباريسي لبلوغ نهائي دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه و خسره من بايرن ميونخ فان بقية المواسم لم يشعر خلالها محبي باريس سان جيرمان بتأثير نيمار على نتائج الفريق ، فبدونه كان يهيمن على القاب البطولات المحلية و في حضوره لم يكن للفريق ان يتفوق قاريا .
و بعد ستة اعوام من انفصاله عن برشلونة تأكد للجميع ان استمرار نيمار مع الفريق كان سيفيده و يفيد النادي غير ان رحيله لم يترك فراغا كما لم ينفع اللاعب الذي وجد نفسه يتخبط في اصابات تلاحقه و تمنعه من الاحتفاظ بلياقته اطول فترة ممكنة من الموسم .