استعاد المونديال تأثيره على جوائز ذا بيست الرئيسية التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم سنويا ساحبا البساط من دوري ابطال اوروبا الذي ظل سنوات طويلة يحدد هوية الفائزين بها .
و لم يكن تتويج الارجنتيني ليونيل ميسي و البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة احسن لاعب و بيب جوارديولا و يورجن كلوب و كارلو انشيلوتي بجائزة افضل مدرب سوى بفضل تألقهم مع انديتهم في مسابقة دوري الابطال و حتى في الدوريات المحلية .
و حتى عندما توج المايسترو الكرواتي لوكا مودريتش بجائزة ذا بيست كأفضل لاعب في العالم عام 2018 كان بفضل تألقه مع ناديه في دوري ابطال اوروبا اكثر من تالقه مع منتخب بلاده في مونديال روسيا حيث قاده لبلوغ المباراة النهائية .
و سجل مونديال قطر 2022 بروز اسماء خطفت الاضواء من أي اسم تالق في دوري ابطال اوروبا او مسابقة اخرى خاصة بالأندية .
و جاء تتويج الارجنتين بالجوائز الاربع بعدما كانت نجمة المونديال بمنتخبها و جمهورها و مدربها و نتائجها التي انتهت بتتويجها باللقب العالمي .
و هكذا توج ليونيل ميسي بجائزة ذا بيست كأحسن لاعب نظير ما قدمه في المونديال خاصة انه لم يكن متألقا كثيرا في دوري الابطال بعدما اقصي فريقه باريس سان جيرمان مبكرا من المنافسة الموسم المنصرم .
و الامر ينطبق ايضا على الحارس ايميليانو مارتينيس الفائز بجائزة احسن حارس في العالم بفضل تميزه في كاس العالم حيث كان حاسما في تتويج الارجنتين بلقبها العالمي الثالث دون ان يشارك اصلا في مسابقة دوري ابطال اوروبا مع ناديه استون فيلا ليتفوق على البلجيكي تيبو كورتوا المتوج مع ريال مدريد بلقب صاحبة الاذنين لكنه خيب مع منتخب الشياطين الحمر في المونديال مما اثر على حظوظه.
و نفس الشيء بالنسبة لجائزة احسن مدرب التي نالها ليونيل سكالوني بعدما قاد منتخب الارجنتين للفوز بلقب المونديال على حساب كارلو انشيلوتي الفائز مع ريال مدريد بدوري الابطال و بيب جوارديولا الفائز مع مانشستر سيتي بلقب الدوري الانجليزي الممتاز.
و حتى جائزة احسن جمهور ما كان ليحصل عليها الجمهور الارجنتيني لولا حضوره المتميز في قطر خلال نهائيات كاس العالم .
الحقيقة ان جوائز ذا بيست التي يمنحها الفيفا سنويا لم تعد تحددها المسابقات الخاصة بالمنتخبات سواء المونديال و كاس القارات او حتى امم اوروبا و كوبا امريكا منذ دمج الجوائز مع جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول عام 2010 و ايضا منذ بروز ثنائية الغريمين ميسي و رونالدو اللذان تألقا مع نادييهما برشلونة و ريال مدريد لكنهما خيبا الامال في المونديال و الاورو و كوبا امريكا مع منتخبيهما الارجنتين و البرتغال في سنوات طويلة .
و غداة اطلاق جوائز ذا بيست من قبل الفيفا عام 1991 لم يكن للمسابقات الخاصة بالأندية تأثير على الفائزين بها سوى في السنوات الفردية التي تسبق او تلي السنوات الزوجية التي يقام فيها اما المونديال او امم اوروبا .
و مع الطفرة الكبيرة التي عرفتها مسابقة دوري ابطال اوروبا اصبح لها تأثير كبير في تحديد هوية المتوجين بمختلف الجوائز بعدما خطفت الاضواء من بقية المسابقات .