هاى كورة – تسجل منافسات الموسم الرياضي الحالي معاناة شديدة لأبطال الدوريات الاوروبية الكبرى الخمسة معاناة بلغت عند بعضهم درجة التنازل عن عروشهم بعدما فشلوا في حملات الدفاع عن القابهم التي توجوا بها الموسم المنصرم .
و تعرف صدارة الترتيب في الدوريات الكبرى للقارة العجوز تواجد اما اندية اخرى غير الابطال او ابطال تحت ضغط شديد من ملاحقين يهددونهم.
و الملفت للانتباه بل الغريب ان تراجع نتائج ابطال الدوريات الكبرى و تنازل بعضهم عن الصدارة جاء بعد بدايات قوية حيث مرت جولات دون ان يخسروا أي مباراة قبل حدوث ما يشبه الانهيار الجماعي.
ففي الدوري الانجليزي الممتاز يعاني حامل اللقب في الموسمين المنصرمين مانشستر سيتي معاناة مريرة على المستويين الفني و الاداري بعد اتهامه بخرق قواعد نظام اللعب المالي النظيف حيث اصبح مهددا بعقوبات كبيرة قد تصل الى انزاله .و قبل بروز الاتهامات بدأت معاناة البطل من خلال فشله في تصدر الترتيب العام حيث يتخلف عن المتصدر ارسنال بفارق خمس نقاط و هي الوضعية الناجمة عن تراجع نتائجه عقب نهائيات كاس العالم قطر 2022 ، فبعد 21 جولة اهدر السيتي 18 نقطة بعدما خسر اربع مباريات و تعادل في ثلاث و هو رصيد كبير كان بإمكان السيتزن استغلاله لتعزيز سيطرته و صدارته .
و في الدوري الاسباني يظهر ان البطل ريال مدريد يجهز نفسه و عشاقه لرفع الراية البيضاء امام غريمه برشلونة بعدما بلغ الفارق بينهما الى ثماني نقاط و هو فارق يعزز فرص المتصدر برشلونة في التتويج و يقلل حظوظ الريال في الاحتفاظ بتاجه خاصة في ظل ايقاع سريع لبرشلونة و بطيء للنادي الملكي الذي سجل تذبذبا في نتائجه مع اقتراب مرحلة الذهاب من النهاية.
و بينما لم يهدر برشلونة سوى سبع نقاط فان ريال مدريد اهدر 15 نقطة كاملة بعدما تعرض للهزيمة في ثلاث مباريات و تعادل في مثلها .و تتجلى معاناة ريال مدريد في الدوري الاسباني من خلال ارقامه التهديفية حيث تلقت شباكه 17 هدفا و هو رقم كبير لفريق يمتلك افضل حراس العالم و اقوى المدافعين.
و في الدوري الايطالي انهارت امال البطل أي سي ميلان في الاحتفاظ بتاج الكالتشيو بعد سلسلة من النتائج السلبية غير المتوقعة حيث خسر خمس مباريات و تعادل في خمس ليصل اجمالي الرصيد الذي اهدره الى 25 نقطة ليتواجد في المركز السادس في جدول الترتيب العام متخلفا بفارق بلغ 18 نقطة عن المتصدر نابولي . و رغم الميلان عرف تاريخيا بامتلاكه اقوى خط دفاعي الا ان الارقام تؤكد انه في الموسم الحالي يعاني دفاعيا بدليل ان خطه الخلفي يصنف ضمن الاضعف مقارنة مع الاندية الكبيرة بعدما تلقت شباكه 30 هدفا مقابل تسجيله 37 هدفا .
و للدلالة على معاناة الميلان و هو يدافع عن عرشه تكبده خسارتين مؤلمتين على التوالي امام لاتسيو روما برباعية نظيفة ثم امام ساسولو المتواضع و على ارضه بخمسة اهداف لهدفين.
و في الدوري الالماني تبدو معاناة البطل بايرن ميونخ اقل بعدما نجح في استعادة صدارة الترتيب العام غير ان الفارق الذي يبتعد به عن ملاحقه المباشر لا يمنحه أي فرصة للتعثر في مرحلة الاياب.
و تراجعت نتائج النادي البافاري هذا الموسم خاصة بعد المونديال بتسجيله سلسلة من التعادلات بلغ عددها سبعة اضافة الى هزيمة .
و بعد 19 جولة يتصدر بايرن ميونخ جدول الترتيب و لكن بفارق نقطة واحدة فقط عن ملاحقه الاول اونيون برلين و ست نقاط فقط عن صاحب المركز السادس مما يجعل مهمته في الاحتفاظ باللقب شاقه في الجولات المتبقية.
و في الدوري الفرنسي فشل البطل باريس سان جيرمان في تامين صدارته للترتيب مبكرا مثلما كان يفعل قبل سنوات بعد تسجيله سلسلة من النتائج السلبية حيث خسر مبارتين و تعادل في ثلاث . و رغم ان الفارق بين النادي الباريسي و ملاحقه المباشر مرسيليا بلغ ثماني نقاط إلا انه لا يبدو مريحا في ظل حالة تذبذب في نتائج البطل و ايضا في ايقاعه مما قد يستغل الغريم مرسيليا في اللحاق به او على الاقل تعذيبه قبل صعوده لمنصة التتويج.
الاخبار