عاد اسم النجم الجزائري الاسبق رابح ماجر ليتردد عبر وسائل الاعلام المحلية و العربية و منابر التواصل الاجتماعي ليس بسبب تعيينه مدربا لأحد الاندية او المنتخبات او محللا لأحد القنوات الفضائية بل جاء ذلك في سياق حملة تستهدفه للنيل من اسمه حيث تعرض لصافرات استهجان خلال حضوره احدى مباريات المنتخب الجزائري في بطولة امم افريقيا الخاصة باللاعبين المحليين المقامة بالجزائر و ما خلفته من تداعيات حيث حظي بدعم معنوي من قبل مختلف فعاليات الكرة الجزائرية.
لا يختلف اثنان على ان ماجر يصنف كأسطورة على الصعيد المحلي و القاري و العربي بعدما بصم على صفحة متميزة من تاريخ منتخب الخضر بعدما صنع افراحه في مونديال 1982 و قاده للظفر بأول تاج لكاس امم افريقيا عام 1990 ، كما بصم على تجربة احترافية نموذجية للاعبين العرب مع نادي بورتو البرتغالي حيث قاده للتتويج بلقب دوري ابطال اوروبا عام 1987 بعدما سجل له هدفا بالكعب نال به براءة تسجيله باسمه حتى الان .
غير ان الاسطورة التي صنعها ماجر كلاعب لم يحتفظ بها كمدرب بعدما فشل في جل تجاربه خاصة تجاربه الثلاثة مع المنتخب الجزائري و هو الفشل الذي جعل مكانته لدى الجماهير الجزائرية تتراجع كثيرا و بالأخص بسبب تمسكه بمنصبه و مطالبته دوما بالعودة اليه رغم الفشل.
و اوعز الجميع الفشل المتكرر لماجر المدرب مع منتخب المحاربين الى تواضع مستواه التكتيكي و عدم المامه بمهمة المدرب كونه لم يحظى بتكوين جيد بعد اعتزاله ، غير ان ما زاد الطين بلة هو ان ماجر تولى تدريب منتخب المحاربين في فترات و ظروف حرجة ، ففي تجربته الاولى بين 1994 و 1995 تولاه بعد فضيحة اللاعب كاروف التي ادت الى اقصاء الجزائر من كاس امم افريقيا 1994 ، و في تجربته الثانية عام 2001 -2002 تولاه بعد فضيحة الخسارة المدوية من المنتخب المصري بخماسية و التي اطاحت بمدرب الخضر و الاتحاد ، و في تجربته الثالثة و الاخيرة تولاه بعد انتكاسة كاس امم افريقيا 2017 و الخروج المبكر من تصفيات مونديال 2018.
و طوال تجاربه الثلاث كانت الخسارة و الاقصاء مرادفا لمباريات المنتخب الجزائري مع المدرب ماجر فحتى التأهل لنهائيات كاس امم افريقيا 1996 جاء بعد الفوز على السودان اداريا بعدما فاز الاخير على الميدان بهدفين و ذلك بسبب خطأ اداري وقع فيه الاتحاد السوداني و تفطن له الاتحاد الجزائري .
و اتضح جليا ان ماجر لم يستوعب الدروس بعدما ابدى دوما تمسكه بالبقاء على راس المنتخب الجزائري و رفضه الاعتراف بفشله في كل تصريحاته الاعلامية حيث لا يزال يصر على انه لم يحصل على فرصته و لا يزال يتباهى بتعادل سلبي حققه ضد بلجيكا في مباراة ودية عام 2002 قبل اقالته مباشرة بعدها بسبب انتقاداته للاتحاد .
و حتى كمحلل لم يظهر ماجر المامه بكرة القدم الحديثة خاصة على المستوى التكتيكي و هو ما جعل الجمهور الجزائري يقف على مستواه المتواضع الذي لا يؤهله ليتولى تدريب منتخب كبير طالما انه لا يفقه في الامور التكتيكية و لا يزال يرى كرة القدم من منظور مهاري مثلما كانت عندما كان هو لاعبا. كما ساهم النجاح الباهر الذي حققه جمال بلماضي مع المحاربين في اول تجربة له مع المنتخب في زيادة احتقان الجماهير تجاهه خاصة بعدما صرح بان بلماضي بصدد جني ثمار ما زرعه ماجر.
و ساءت علاقة ماجر جماهيريا و اعلاميا خلال تجربته الاخيرة القصيرة مع الخضر بتصريحات استفزازية ضد الصحافة المحلية ثم تدهورت مكانته بعدما ورد اسمه في قضايا تتعلق بالفساد المالي حتى و ان لم تتم ادانته .