ادت الانتكاسة التي تعرض المنتخب الارجنتيني في نهائيات كاس العالم 2018 بروسيا عندما ودع البطولة من الدور الثاني الى اعتزال نجمه و هدافه ليونيل ميسي حتى دون ان يعلن عن قراره حيث ابتعد عن المنتخب لتركيز جهوده على ناديه برشلونة للفوز بلقب دوري ابطال اوروبا و بدا و كأنه استسلم للأمر الواقع و استحالة تحقيقه أي لقب مع المنتخب.
و بذل رئيس الاتحاد تابيا و الناخب الجديد ليونيل سكالوني جهودا مضنية لإقناع ميسي بالعدول عن قرار الاعتزال و العودة الى المنتخب لخوض الاستحقاقات الموالية خاصة كوبا امريكا 2020 و نجحا و عاد ميسي و خاض كوبا امريكا عام 2019 ثم كوبا امريكا 2021 التي كان من المقرر تنظيمها في الارجنتين لولا تداعيات كورونا.
و عاد ميسي و لعب كوبا امريكا 2019 و خرج من الدور قبل النهائي كما شارك في تصفيات مونديال 2022 و كان له دورا هاما في بلوغ الارجنتين النهائيات ثم قادها للفوز بلقب كوبا امريكا 2021 الانجاز الذي حفزه على مواصلة العمل من اجل الانجاز الاكبر و هو الفوز بلقب المونديال دورة قطر 2022.
و قبل انطلاق مونديال قطر اعطى ميسي الانطباع انه سيعتزل اللعب دوليا بعد نهاية الاستحقاق العالمي غير ان تألقه و نجاحه في كسر عدد من الارقام القياسية و فوزه بجائزة افضل لاعب و احرازه اللقب العالمي حفزه على مواصلة اللعب مع المنتخب حتى اشعار اخر تحت تأثير الرغبة في اللعب كبطل .
و يبدو ان تاثير التتويج جعل ميسي يشعر بالرغبة في الاستمرار على الاقل لخوض كوبا امريكا نسخة 2024 و بعدها يمكن التفكير في خوض مونديال 2026 حسب حالته البدنية و المعنوية .
و مما عزز من رغبة ميسي في مواصلة اللعب مع المنتخب حتى مونديال 2026 حيث سيكون في ال39 عاما من عمره مشاركة عد من اللاعبين المخضرمين في نهائيات مونديال قطر و هم على مشارف الاربعين و على رأسهم الكرواتي لوكا مودريتش صاحب ال39 عاما و الذي لعب سبع مباريات كلاعب اساسي و كان له دورا مؤثرا في بلوغ منتخب بلاده المربع الذهبي دون ان تظهر عليه علامات التقدم في السن شانه شان المدافع البرازيلي تياغو سيلفا مع السيليساو و صديقه المدافع داني الفيش و اخرين .
كما ان العروض القوية التي قدمها ميسي في الموسم الحالي سواء مع الارجنتين في المونديال او مع باريس سان جيرمان تؤكد انه لا يزال في الثلاثين عاما من عمره و ليس في ال35 حيث لم تظهر عليه علامات الارهاق رغم ان المدرب لم يستبدله و اشركه اساسيا في كافة المباريات حتى ضد هولندا وفرنسا التي حسمت بركلات الترجيح .
و يضاف الى هذا ان تشكيلة المنتخب الارجنتيني تضم لاعبين في ريعان شبابهم يمكن لميسي الاعتماد عليهم بدنيا لتفادي ارهاقه في المباريات و حتى يتفرغ هو لإنهاء الهجمات و صناعة الاهداف .