حاولت جهات اعلامية التشكيك في الانجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في نهائيات كاس العالم دورة قطر 2022 من خلال وصفه بالمفاجأة و من خلال تقييم اسلوبه بالممل .
الحقيقة هي ان المنتخب المغربي هو الفريق الذي خاض مونديال قطر لم يكن يستحق بلوغ المربع الذهبي فحسب بل كان يستحق خوض المباراة النهائية و حتى التتويج باللقب العالمي .
فلا يجب تقييم منتخب اسود الاطلس على ماضيه في المونديال و ربطه بالمونديال الحالي كما لا يجب تقييمه على اساس انه منتخب عربي افريقي لم يكن مرشحا حتى لتجاوز دور المجموعات بل و لا يمكن حتى تقييم مستواه و اسلوب لعب ، فالموضوع الاهم الذي يجب تقييمه هو نتائجه في البطولة هل كانت جيدة ام سيئة اما بقية الامور فكلها تفاصيل فيها الجيد و فيها السيئ و طالما بلغ الدور قبل النهائي فهو يستحق ذلك و كان جديرا به .
المنتخب المغربي استعد جيدا للمونديال من جميع النواحي و خاصة من الناحية الذهنية و التكتيكية ، فالمدرب وليد الركراكي نجح في مهمته قبل ان ينجح الفريق في المونديال بعدما تمكن من اقناع لاعبيه بالالتزام بالأسلوب التكتيكي الذي يساعد الفريق كما نجح في رفع درجة الجاهزية الذهنية التي جعلت كافة عناصر المنتخب من لاعبين و اعضاء الطاقم الفني و الطبي و الاداري يركزون على المونديال دون اشراك أي موضوع اخر ينافسه .
كما نجح الناخب المغربي في قراءة منافسيه بطريقة ذكية جعلته يدرك نقاط قوة و ضعف كل منتخب قابله بداية بمنتخب كرواتيا الذي تعادل معه سلبا ثم بلجيكا التي انتبه الركراكي الى ان منتخبها تراجع مستواه كثيرا مقارنة مع منتخب مونديال 2018 مما ساعده نفسيا على تجاوزه بهدفين نظيفين قبل ان يتغلب على منتخب كندا .
و خلال الادوار الاقصائية قرأ الركراكي جيدا منافسيه ، فالمنتخب الاسباني لعب بطريقة عقيمة ساعدت اسود الاطلس على الفوز عليه بركلات الترجيح و كان بإمكانهم قتل المباراة قبل نهاية وقتها الاصلي بهجمة عكسية لو بعض التخوف .
و ضد البرتغال ادرك الركراكي ايضا ان منتخبها ليس بالقوة التي تخيلها البعض بعد الفوز الكاسح على سويسرا لان الاخيرة لم تبدي أي مقاومة .
اما المباراة التي اظهرت ان المنتخب المغربي يستحق بلوغ النهائي و حتى التتويج بلقب اللمونديال فكانت ضد المنتخب الفرنسي في الدور قبل النهائي ، فرغم الخسارة و رغم عدم جاهزية عدة عناصر إلا ان اشبال المدرب الركراكي قدموا عرضا متميزا و كانوا الطرف الافضل في المباراة و خير شاهد على تفوقهم الفرص التهديفية التي اهدروها و لم قدر لهم و سجلوا هدفا واحدا لتغيرت معطيات و نتيجة المواجهة .
فالمنتخب المغربي خالف كل التوقعات في نزاله مع الديوك فبدلا من العودة الى الخلف و التكتل الدفاعي راح يفتح اللعب و يدفع الزرق الى التكتل قرب عرين هوغو لوريس و لو لم تخنهم الفعالية و سوء الحظ لحققوا الفوز .
اما حديث من يشكك في انجاز المنتخب المغربي بالتركيز على اسلوبه الممل ، فيجب عليهم استحضار دورة اسبانيا عام 1982 التي عرفت تتويج ايطاليا باللقب العالمي بعدما فازت بأسلوب اكثر من ممل طغى عليه الجانب الدفاعي فازت على منتخب البرازيل الذي امتع العالم بأسلوب مميز .
فكل منتخب يلعب بالأسلوب الذي يناسب قدراته و يلائم لاعبيه و ليس بالأسلوب الذي يروق للجماهير فحتى فرنسا لعبت مباراته ضد المغرب بأسلوب دفاعي و مع ذلك لا احد انتقدها لأنها فازت .
المنتخب المغربي ادرك قبل بداية المونديال ان العبرة بالنتائج النهائية التي سيحققها في البطولة فبعد نهاية الدورة لا احد سيتذكر اداءه لكن النتائج ستبقى راسخة في الاذهان .