قد يجد البعض في عدم اقحام المهاجم كريستيانو رونالدو في التشكيل الاساسي للمنتخب البرتغالي تبريرا لخسارته نزاله ضد المنتخب المغربي في ربع نهائي مونديال قطر 2022 .
و غاب رونالدو عن التشكيلة الاساسية التي بدا بها البرتغال مباراته قبل ان يزج به المدرب سانتوس دون جدوى حيث بقيت النتيجة على حالها لتنتهي بفوز اسود الاطلس بهدف نظيف سجلوه و رونالدو على دكة الاحتياط .
غير ان السؤال الذي فرض نفسه بعد خسارة البرتغال يتعلق بمدى تأثير غياب رونالدو عن التشكيل الاساسي في مباراة المغرب و هل كان اشراكه من البداية ليغير من نتيجتها .
الواقع ان المنتخب المغربي هو الذي فاز لانه كان الطرف الافضل في النزال من الناحيتين الذهنية و النفسية و التكتيكية حيث راهن على المرتدات التي اتت ثمارها بهدف سجله النوصيري فضلا عن فرص تهديفية اخرى استغلالها كان سيمنح للأسود فوزا كاسحا.
و بالمقابل فان منتخب البرتغال لم يظهر بمستواه الذي ظهر به امام سويسرا لان الاخيرة كانت منافسا متواضعا اقل بكثير من المغرب و عندما دخل رونالدو لم يتغير شيئا في المباراة و بقيت البرتغال تلعب بطريقة عقيمة جعلت مهمة دفاع المغرب سهلة خاصة مع تألق الحارس بونو .
و لم يكن تأكيد الناخب البرتغالي سانتوس على انه ليس نادما على عدم اشراك رونالدو سوى لان الاخير استهلك الفرص التي حصل عليها في هذا المونديال ، فطيلة المباريات الثلاث لدور المجموعات لعب اساسيا و لم يفعل شيئا و لم يقدم الاضافة لفريقه بل تحول الى عبء نفسي عليه و قرار ابعاده عن القوام الاساسي كان تحصيل حاصل ليس إلا .
و الحقيقة ان رونالدو خاص مونديال قطر و هو غير جاهز لا بدنيا و لا ذهنيا بسبب وضعيته في ناديه مانشستر يونايتد التي انتهت بفسخ عقده و خوضه ال بطولة بدون فريق و هي وضعية لم يكن يحسد عليها حاول استغلالها كحافز نفسي لكنها لم تكن كافية .
و يمكن القول ان رونالدو كان احد اسباب اقصاء البرتغال من المونديال بعدما ساهم في تشتيت تركيز الفريق بسبب اشراكه من عدمه و بسبب تركيز الصحافة عليه حتى و هو على دكة الاحتياط اذ ان ذلك مثل انقاصا من بقية زملائه .