اكد منتخب كرواتيا علو كعب المنتخبات الاوروبية على منتخب البرازيل من الناحية التكتيكية بعدما فاز عليه بركلات الترجيح في الدور الربع النهائي من كاس العالم المقامة في قطر .
فلا يمكن تفسير فوز كرواتيا غير المرشحة على البرازيل المرشحة للاكتساح سوى تكتيكيا بل ان وصول المنتخبين للوقت الاضافي و النتيجة متعادلة سلبا كان تعبيرا عن تفوق كرواتيا تكتيكيا على السيليساو .
فمتابعة مجريات المباراة تؤكد ان لاعبي المنتخب البرازيلي رغم انهم يلعبون في الملاعب الاوروبية التي يطغى عليها الجانب التكتيكي يفتقدون للانضباط التكتيكي عندما يلعبون مع منتخب بلادهم خاصة في نهائيات المونديال حيث يستغلون الحدث العالمي لإبراز مهاراتهم التقنية العالية في المراوغة و محاولة التفنن في التهديف و يتخلون عن الواقعية تحت تاثير الثقافة الكروية الموروثة بل و يظهرون مهاراتهم حتى في التعبير عن فرحتهم بالتسجيل برقص جماعي ، و هو ما تحول الى نقطة ضعف استغلتها كرواتيا مثلما استغلتها من قبل هولندا و فرنسا و ايطاليا و منتخبات اوروبية كثيرة نجحت في اقصاء السيليساو بفضل السلاح التكتيكي الذي نسف احلام نيمار و زملائه .
الحقيقة ان لاعبي منتخب كرواتيا و على غرار المنتخبات الاوروبية يمتازون بنضج تكتيكي كبير و لا تنقصهم المهارات التقنية و لا الطاقة الذهنية و البدنية بينما لاعبي البرازيل على قدر عال من المهارات غير انهم يفتقدون للمخزون البدني و الذهني خاصة عندما يتلقون الاهداف كما يفتقدون للنضج التكتيكي و دوما يحاولون مزجه بمهاراتهم لكنهم يفشلون و اكبر دليل على ذلك ما يقوم به المهاجم انطوني و حتى نيمار جونيور .
و عودة الى تاريخ المونديال نجد ان البرازيل لم تحرز تاج المونديال بعد الطفرة التكتيكية التي طرأت على كرة القدم العالمية سوى مرتين في مونديال 1994 و 2002 عندما كان المنتخب يضم لاعبين تحلوا بالانضباط التكتيكي مثل دونغا و روماريو ريفالدو و روبرتو كارلوس مستفيدين من تواجدهم في اوروبا لصقل مواهبهم و مهاراتهم بفنون التكتيك فتفوقوا على المنتخبات الاوروبية .