اثار الناخب المغرب وليد الركراكي مدرب منتخب اسود الاطلس مسالة تتويج احد المنتخبات العربية بلقب المونديال سواء في نسخة قطر او في الدورات القادمة حيث اكد على ان حلم التتويج باللقب العالمي الاغلى هو حق مشروع لأي منتخب عربي او غير عربي .
الحقيقة ان الركراكي كان صادقا في التعبير عن مشاعره كمدرب منتخب يخوض المونديال بكلمات بسيطة فالحلم بالتتويج لا يكلف شيئا و لا يحتاج لمستويات معينة فطالما نجح المنتخب في التأهل للنهائيات يحق له ان يحلم بالتتويج ، بل ان الحلم بالتتويج سيكون حافزا لتقديم عروض جيدة تساعد المنتخب على تحقيق نتائج كبيرة حتى و ان لم تصل الى التتويج .
و يمكن اعتبار الركراكي اول مدرب لأحد المنتخبات العربية يتجرأ في الحديث عن حلم التتويج بلقب المونديال بعدما ظل اسلافه يتهربون في الاجابة عن السؤال المتعلق بالهدف من المشاركة في المونديال بقولهم ان الهدف هو تشريف كرة القدم العربية و كأن التتويج بلقب المونديال ليس تشريفا لها .
الواقع انه يتعين على المنتخبات العربية ان تقتدي بقطر و تنظيمها لنهائيات كاس العالم ، فتنظيم مثل هذا المحفل لم يكن سوى حلم و ربما حلما بسيطا قبل الثاني من ديسمبر 2010 و بعدها اصبح واقعا و حقيقة بعد افتتاح نسخة 2022.
لم تكن قطر تعبأ بصغر مساحتها و لا بتواضع نتائج منتخبها و لا بانتقاد منتقديها و لا باحتمال رفض الفيفا لحلمها و لا بمنافسة اوروبا لحلمها بل ركزت فقط على حلمها و ضرورة العمل على تجسيده على ارض الواضع بداية بتعميمه ليشمل كافة الفعاليات على المستوى الحكومي الرسمي و على المستوى الشعبي الجماهيري فالجميع في قطر من الامير الى ابسط مواطن و مقيم كان عليه ان يحلم بتنظيم المونديال و يعمل من موقعه على تجسيد الحلم .
يتعين على أي منتخب عربي يبلغ نهائيات المونديال ان يحلم بالعودة الى بلاده متوجا باللقب غير ان الحلم وحده لا يكفي بل يحتاج الى صنع الاسباب التي تساعد على تحقيقه بداية بتجهيز اللاعبين نفسيا و ذهنيا للحلم و عدم استصغار انفسهم امام المنتخبات المنافسة و تفادي الرهان على نتائج عملية القرعة لتحديد الهدف من المشاركة فذلك تقليل من القيمة الذاتية . المنتخبات العربية يجب ان تدرك ان المنتخبات الثمانية التي تقاسمت القاب بطولات المونديال كانت قبل التتويج تحلم فقط فإذا بها تجد نفسها تتوج .
الاخبار