هاي كورة _ عاش عشاق برشلونة على وقع صيف ساخن بكل المقاييس في العام الحالي 2022، ووصل الأمر بالبعض إلى وصفه ب”أفضل سوق انتقالات في تاريخ النادي”، ولهم كل الحق في ذلك عطفًا على ما تم إنجازه في ظرف أشهر قليلة كانت فاصلة تحول فيها البلوغرانا من كيان كان على شفير الهاوية إلى الوقوف على أبواب المجد.
نعم قيل الكثير عن ميركاتو البارسا هذا وسردت وسائل الإعلام تفاصيل عديدة لا حصر لها ما بين صحيحة ولا أساس لها من الوجود.
الأمر المؤكد أن هناك بعض الأسماء تستحق الإشادة بعد هذا الميركاتو أكثر من غيرها، ولولا تكاتف الجميع وعملهم سويًا، لكانت النتائج الآن مغايرة، والحديث هنا عن الرئيس خوان لابورتا، المدير الرياضي ماتيو أليماني، المستشار الرياضي جوردي كرويف، المدرب تشافي هيرنانديز، فهذه العقول الأربعة عملت معًا على مدار الساعة وأنتجت لنا في النهاية القائمة الحالية التي يملكها الفريق الكتالوني.
بداية الحكاية كانت مع نهاية الموسم الماضي، حيث كان الوضع كارثيًا، فالنتائج الرياضية لم تكن سوى محبطة للجميع، والأوضاع الاقتصادية في انهيار مستمر، ولكن مع انطلاقة شهر يوليو وضع لابورتا الخطة المُحكمة التي ستنقذ النادي من الإفلاس والعمل بدأ بعدها على الفور.
الروافع الاقتصادية، هي الكلمات التي كانت تردد كثيرًا خلف الكواليس في إدارة البارسا، ورغم تخوف بعض الأصوات منها، إلا أن لابورتا نجح في إقناع الجميع بضرورة الاعتماد عليها لإخراج النادي من أزمته الاقتصادية قبل كل شيء.
لابورتا كانت لديه نظرة أخرى بعيدة، ولكنه لم يخف أي شيء عن المقربين منه وحتى بعض وسائل الإعلام الكتالونية كانت على علم ودراية كاملة بما ينوي الرئيس فعله في الميركاتو، فكل الصفقات التي تم ضمها، طُرحت بالفعل على الطاولة قبل حتى التصويت من طرف أعضاء الجمعية العمومية على تفعيل الروافع الاقتصادية.
بعض الأصوات داخل النادي أبدت اعتراضها في البداية على خطة لابورتا، حيث لم يثق أحد في قدرة الفريق على تحقيق النجاح الرياضي هذا الموسم، فهي مخاطرة كبرى ولها عواقب وخيمة في حالة الفشل، لأن ذلك النجاح هو من سيدفع عجلة النمو التجاري نحو الأمام، ومعه يضمن النادي العودة إلى وضعه المالي الآمن في السنوات القادمة وليس فقط في الوقت الراهن.
الاعتراضات لم تستمر طويلاً، فالرئيس لعب على الجانب العاطفي لدى الجميع، وحالة الإحباط بعد الموسم الماضي لم يكن هناك أي سبيل للخروج منها إلا عبر ميركاتو ناري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
روبرت ليفاندوفسكي، كان هو الصفقة الأهم بالنسبة إلى النادي هذا الصيف، وتم العمل على حسم الصفقة من كافة الجوانب، فمن جهة تواصل تشافي بنفسه مع اللاعب في أكثر من مناسبة، ونجح بالفعل في إقناعه مبكرًا بارتداء قميص البارسا، ومن ثم بدأ لابورتا مفاوضاته مع بيني زهافي وكيل أعمال اللاعب مع الوضع في الاعتبار العلاقة الجيدة التي تجمع بينهما على المستوى التجاري.
بايرن ميونخ وجد نفسه في النهاية محاصرًا من كافة الجوانب، ولا يوجد خيار بديل أمامه سوى الموافقة على عرض برشلونة، فالحصول على 45 مليون يورو أفضل من الخروج بيد فارغة لو كان ليفاندوفسكي استمر للموسم الأخير في عقده مع النادي البافاري.
رافينيا دياز، هي صفقة أخرى حظيت باهتمام خاص من طرف النادي الكتالوني، وكان جوردي كرويف هو من قدم توصية للإدارة بضرورة حسمها بهدف تطوير الجانب الهجومي للفريق والتركيز أكثر على اللعب المباشر تجاه المرمى، وبالفعل تدخل تشافي أولاً عبر إقناع اللاعب، ثم بدأ الرئيس المفاوضات مع ليدز يونايتد الذي كان مستاءًا من الوضع، ولكن لم تكن بيده أي حيلة في نهاية المطاف، دون أن ننسى الدور الذي لعبه ديكو وكيل أعمال الاعب والنجم السابق لبرشلونة.
عثمان ديمبيلي، تجديد عقده كان هو الشغل الشاغل للجميع طيلة الأشهر الماضية، والبعض ظن حتى في شهر يناير الماضي أن أيام اللاعب الفرنسي أصبحت معدودة في قلعة الكامب نو، وهو ما قاله بالفعل ماتيو أليماني، ولكن اتضح بعد ذلك أنها كانت مجرد وسيلة للضغط على الجناح الهجومي للموافقة على شروط النادي.
تشافي أيضًا تدخل وأكد للإدارة حاجته إلى خدمات ديمبيلي، وفي نفس الوقت تحدث مع اللاعب نفسه بهدف إقناعه كما فعل مع البقية، والنتيجة معروفة أيضًا وهي تجديد العقد بنجاح لمدة موسمين.
الجدل الوحيد في ملف عثمان هو قيمة الراتب السنوي الذي سيحصل عليه، فالبعض يقول أن هناك تخفيضًا كبيرًا في الراتب مقارنة بما كان يحصل عليه من قبل، ولكن بيئة اللاعب نفت ذلك مؤكدة أن المكافآت والإضافات ستجعله سيتقاضى نفس راتب عقده السابق.
جيوليس كوندي، صفقة أخرى أثارت الكثير من علامات الاستفهام، فاللاعب كان على أبواب تشيلسي، ولكن تدخل تشافي في اللحظات الأخيرة وحديثه مع المدافع الفرنسي ساهم في تعديل كل شيء، ومن بعدها قام ماتيو أليماني بعمله من خلال اجتماعه مع مونشي المدير الرياضي لإشبيلية الذي حصل على مقابل أعلى من ذلك الذي كان سيدفعه النادي اللندني، وتمت الصفقة أيضًا بنجاح.
الأمر الوحيد الذي كان يثير القلق داخل إدارة برشلونة هو موضوع تسجيل الصفقات الجديدة، فالوقت كان يداهم لابورتا ورجاله الذين كانوا في حاجة إلى الوفاء بوعودهم سواء مع اللاعبين الجدد أو خاصة مع الجماهير، ولكن في النهاية تم إنجاز كل شيء بنجاح وسجل البارسا بالفعل كل صفقاته، وتخلص أيضًا من بعض الأسماء التي كانت عبئًا عليه من الناحية المادية أو أخرى كان رحيلها ضروريًا بهدف تسجيل جميع الوافدين الجدد، حتى تكتمل الصورة بميركاتو تاريخي ربما لن نشهد له مثيل.
الاخبار