• FaceBook
  • Twitter
  • rss

تابعنا على تويتر

مخطط أنشيلوتي الذي جعل ليلة باريس سوداء في البرنابيو

هاي كورة _ 37 دقيقة، نعم هي كل ما احتاجه فريق ريال مدريد من أجل انتزاع بطاقة التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وقلب الطاولة على رأس باريس سان جيرمان الفرنسي في ليلة مرعبة وتاريخية كان ملعب سانتياغو برنابيو شاهدًا عليها.

قد يرى البعض أن ما حدث أشبه بالسحر أو ربما حتى المعجزة التي لا تتكرر كل يوم، ولكن الأمر في وجهة نظر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أبسط من ذلك، فهو نتيجة العمل والتخطيط الذي قام به خلال هذه الملحمة التي دائمًا ما يقدمها لنا الريال في حديقته المفضلة “دوري الأبطال”.

الفريق الملكي كان متأخرًا في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بثنائية نظيفة بعد 3 أشواط تحديدًا، وفي بداية الشوط الرابع أي الثاني من لقاء العودة كاد يتلقى هدفًا جديدًا بأقدام كيليان مبابي، ولكن راية التسلل الصحيحة فتحت الباب أمام الملوك لتحقيق ريمونتادا لن تمحى أبدًا من ذاكرة عشاق الميرنجي.

ونستعرض لكم الآن المخطط الذي نفذه أنشيلوتي في آخر 37 دقيقة من عمر المباراة بما فيها الدقائق الأربعة من الوقت بدل الضائع:

1- بداية التكتيك كانت في الدقيقة 61 عندما قام أنشيلوتي بإجراء تغييرين في صفوف فريقه، كامافينجا بدلاً من كروس، ورودريغو بدلاً من أسينسيو، سعيًا منه لتنشيط خط وسط الميدان والجهة اليمنى الهجومية، وأصبحت معظم الهجمات بالفعل من هذه الجبهة منذ حدوث هذه التغييرات.

2- الضغط العالي، حيث كان هو السلاح الأهم الذي طالب أنشيلوتي به لاعبيه في هذه الدقائق، وأسفر ذلك بالفعل على ارتكاب حارس مرمى المنافس خطأ لا يغتفر أدى إلى نجاح الريال في تعديل النتيجة.

3- الصمود دفاعيًا والثبات أمام ردة فعل المنافس بعد استقباله هدف التعادل، حيث استحوذ الفريق الباريسي لعدة دقائق على الكرة وأعاد الريال بالكامل إلى مناطقه الدفاعية، وظن البعض بعدها أن المسألة حُسمت.

4- التعامل مع سرعة كيليان مبابي بالقوة والحزم، وظهر ذلك بشكل واضح في لقطتين خلال الشوط الثاني، وكانت الأولى قبل هدف التعادل، ثم الثانية بعد تعديل النتيجة، ولا شك أن مثل هذه الالتحامات ساهمت في تحجيم خطورة اللاعب الأفضل في صفوف الفريق الباريسي، مما أدى إلى اختفائه في بقية الدقائق حتى النهاية.

5- العودة من جديد للتفكير في الجوانب الهجومية، وهنا أدرك أنشيلوتي أن الوقت بات يمر بسرعة، لذا أجرى تغييرًا جديدًا في الدقيقة 66 بإشراك لوكاس فاسكيز بدلاً من كارفاخال، والغرض منه كان تنشيط مركز الظهير الأيمن والخوف على داني من طرده بعد نيله بطاقة صفراء عقب هدف التعادل بقليل.

6- التعديل لم يقتصر فقط على الجانب الأيمن، بل قرر أنشيلوتي إجراء تعديل جديد، ولكن هذه المرة دون إحداث تغييرات عبر تبادل كلاً من ناتشو ودافيد ألابا مراكزهما، وأصبح الأخير هو من يلعب في مركز الظهير الأيسر، مما جعل أظهرة الريال في غاية القوة والسرعة وأيضًا قادرة على ردع أي هجمة مرتدة سريعة للمنافس.

7- أسفرت هذه التعديلات على استحواذ الريال بالكامل على الكرة واندفاع المنافس إلى الأمام نوعًا ما، واستغل الفريق الملكي ذلك بأبهى صورة من خلال هجمة مرتدة سريعة بدأها لوكا مودريتش من خط وسط ميدان فريقه وتجاوز 3 لاعبين بمفرده قبل أن يمنح تمريرة سريعة إلى فينيسيوس جونيو في المساحة الفارغة خلف الدفاع المتقدم، وبمهارة عالية أعاد فيني الكرة إلى لوكا الذي ضرب خط الدفاع بأكمله بتمريرة واحدة فقط إلى بنزيما الذي سجل الهدف الثاني.

8- الهدف الثالث للريال لم يتأخر وجاء بعد الثاني مباشرة بفضل الضغط العالي الذي تم ممارسته على المنافس الذي أخطأ من جديد، وكان العقاب أيضًا من كريم بنزيما.

وفي النهاية يجب القول أنه درس قاسي جدًا للمنافس الباريسي وممتع لكل عشاق النادي الملكي، وأثبت من خلاله أنشيلوتي أنه لا يزال يملك في جعبته الكثير من الأفكار والخطط التكتكية التي يستطيع من خلالها التغلب على أي فريق مهما كانت الأسماء والنجوم المتواجدة في صفوفه.




جميع الحقوق محفوظة لـ هاي كورة © 2024