هاي كورة _ لا يزال عالم كرة القدم وخاصة عشاق الكرة الأوروبية في حالة صدمة منذ الإعلان عن إقامة بطولة منفصلة تحت “دوري السوبر الأوروبي” بعد أن وافق على تأسيسها 12 ناديًا من كبار أوروبا بتمويل أمريكي عبر بنك “جي بي مورجان”.
ويأمل جميع المعارضين لفكرة هذه البطولة أن تزداد أعداد الرافضين لهذه الفكرة، حيث شملت المعارضة إلى غاية الآن كل الاتحادات المحلية والقارية، إضافة إلى كل وسائل الإعلام في قارة أوروبا، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل حتى الحكومات مثل الحكومة البريطانية التي شددت على أنها مستعدة لفعل أي شيء للقضاء على المسابقة، كما ضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صوته إلى صوت المعارضة خلال الساعات الماضية.
ويتحدث تجار الرياضة أي رؤساء الأندية المؤسسة لهذه البطولة عن مدى تأثر الأندية بالوضع الاقتصادي الحالي منذ انتشار فيروس كورونا، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، نظرًا لأن فكرة هذه المسابقة كانت مطروحة على الساحة منذ عام 2017، وفُضح الأمر من جانب مجلة “دير شبيجل” الألمانية في عام 2018 بعد تسريب وثائق تؤكد وجود أصوات تطالب بإنشاء هذه البطولة.
ولا تعكس هذه البطولة سوى حقيقة واحدة تتمثل في جشع تجار الرياضة الذين لا يريدون أي شيء إلا جمع الأموال ودفع رواتب بالملايين إلى اللاعبين والمدربين على حد سواء، حتى وإن تسبب ذلك في القضاء على بقية أندية كرة القدم سواء المتوسطة أو حتى الصغيرة.
لم لا يفكر هؤلاء التجار في تخفيض رواتب اللاعبين والمدربين الذين أصبحوا عبارة عن بنوك متحرك مليئة بملايين الدولارات، إلا أن هذا الفكر الأناني لا ينتج من فراغ إلا إن كان ورائه مؤسسة أمريكية مثل بنك “جي بي مورجان” الذي سيقضي على متعة كرة القدم بهذه الفكرة الخبيثة.
نعم كل نادي مؤسس للبطولة سوف يحصل على مبلغ 350 مليون يورو في كل عام، ولكن ماذا عن بقية الأندية في قارة أوروبا، ماذا عن بطولة دوري أبطال أوروبا التي تربى عشاق الكرة على متابعة لياليها الخاصة للغاية، كل ذلك لا يهم تجار الرياضة والفكر الأمريكي الذي يريد تدمير الكرة الأوروبية لا محالة بمثل هذه الأفكار.
الاعتراضات لن تتوقف، ولكن تجار الرياضة عليهم الحذر، لأن الغضب والشحن لن يقتصر فقط على مؤسسات كرة القدم والحكومات، بل سيصل مع مرور الوقت إلى الجماهير، كما فعلت جماهير ليفربول، مانشستر يونايتد، تشيلسي خلال الساعات الماضية، كل ذلك مجرد بداية، على أمل أن يكون هناك رد فعل من لاعبي ومدربي الأندية المؤسسة للبطولة مثلما الألماني يورجن كلوب على سبيل المثال الذي اعترض بشكل علني في انتظار نهاية هذا الكابوس المزعج لعشاق الكرة حول العالم.