هاي كورة _ ان اول الطريق لإيجاد الحل هو التحديد السليم للمشكلة ، في بعض الأحيان نظن ان المشكلة بعيده جدا عن ان نكون سببا بها ، ولكن في الحقيقة قد نجد انفسنا جزئا أساسي من تلك المشكلة دون ان نشعر .
برشلونه فريق يبحث عن الحل لمشكلة ليست واضحه بالإساس ولا محدده ، ولكن الكثيرين يجعلون ميسي دائما بعيدا عن ان يكون جزء من أسباب تلك المشكلة.
خلال حقبة بيب جوارديولا كان ميسي هو الحل المثالي الخارق عندما يفشل الحل الجماعي الطبيعي للعبة كرة القدم ، التي كانت وستظل لعبة جماعيه تعتمد علي احد عشر لاعبا ومن الجنون محاولة تغير تلك الفكرة .
برحيل جوارديولا وتعدد الأسماء التي خلفته في تدريب البرسا ، بدا دور ميسي يكبر في الملعب وتتعدد مهامه ، بعد ان كان مهاجما وهميا في 2012 اخر مواسم بيب ، اصبح يشارك بشكل اكبر في صناعة اللعب ومساندة خط الوسط .
وبعد موسم الخماسية رفقة انريكى او للدقة بعد منتصف موسم 2016 ، تغير دور ميسي واصبح كبيرا بشكل يثير القلق ، ففي الوقت الذي يتقدم فيه عمر اللاعب كان من الطبيعي ان يتم تقليص اداوره في الملعب ، ولكن علي عكس ذلك تبلور دور ميسي ليتحول الى كل شيء في النصف الهجومي لبرشلونه خصوصا مع قدوم فالفيردى ورحيل نيمار .
اصبح ميسي يقدم كل شيء ويعتمد عليه في كل شيء لدرجة تجعل التركيز الأكبر لزملائه هو البحث عن ميسي والتمرير له ، الامر الذي خلق في اذهان لاعبي برشلونه حتمية وجود ميسي في الملعب واشتراكه في كل هجمه لتكون ناجحة .
ولكن هل كان هذا صحيحا ؟
الحقيقة ان ذلك يعتبر من الأسباب القوية في كل مشاكل برشلونه في السنوات الثلاثة الأخيرة ، فالمبالغة في الاعتماد علي ليو خلقت حلولا بديهيه لخصوم برشلونه ، حيث يكفي لهم إيجاد طريقة لإيقاف ميسي ومراقبته وبعدها سيقف برشلونه دون حراك ، لذلك فانه عندما يكون ميسي متواجدا في الملعب و مراقب بشكل جيد فان ذلك يخلق المتاعب لبرشلونه اكثر من غياب ميسي .
الاعتماد المبالغ فيه علي ميسي خلق كذلك نوعا من عدم الثقة في نفوس بقية لاعبين برشلونه واصبحوا مدركين ان ميسي هو العصا السحري الذي سيصنع لهم المستحيل ، على الرغم من امتلاك الفريق الكتالوني لأسماء لامعة في الشق الأمامي.
ميسي لعب 6 مباريات في اخر 3 سنوات في ربع نهائي دوري الابطال لم يسجل خلالها أي هدف وكان يظهر بشكل سيء بسبب الرقابة التي تفرض عليه بقوه من الخصوم الذين اصبحوا يدركون ان تعطيل ميسي من تقديم افضل ما لديه ، هو اسهل طريق لإيقاف خطورة الفريق الكتالوني .
في النهاية انه كلما ازداد الاعتماد علي ميسي بشكل كامل تتواصل مشاكل البرسا ، وان أراد الفريق التخلص من تلك المتاعب التي ترافقه بداية من منتصف السيزون في السنوات الأخيرة ، يجب ان يتم تحديد دور ميسي في الملعب اما صانع لعب غير مطالب بالتسجيل ، او مهاجم غير مطالب بمساعدة خط الوسط ، مع تفعيل حقيقي لأدوار بقية لاعبين الوسط والهجوم .
لا اقصد هنا ان ميسي سيء او ان اداؤه غير مقنع ، بالطبع لا ليو يبقي ليو العظيم بكل تفاصيله الكروية ، ولكن لا يكلف الله نفسا الا وسعها وتحميل ميسي فوق طاقته وتقبله هو لذلك رغم وجود حلول أخرى ، اشبه باتخاذ طريق في الهواة وسط المحمل بالعواصف ثم الشكوى من وجود المتاعب .
الاخبار