• FaceBook
  • Twitter
  • rss

تابعنا على تويتر

مقال تحليلي.. “بلباو-مدريد, عندما تستغل الظروف وتقدم كل ما لديك”..

هاي كورة_إستفاد الفريق الباسكي من اللعب مباراة أقل من خصمه ريال مدريد بجانب فترة التوقف الدولي التي سمحت له بالتحضير جيدًا للقاء وقضاء وقت راحة أطول بكثير, وقد إستغل إدوارد بيريزو تلك الظروف أفضل إستغلال للتحضير تكتيكيًا ونفسيًا, وكذلك بدنيًا بالنسبة للاعبين.

مدريد رفقة لوبتيغي يمتلك فلسفة واضحة وهي إمتلاك الكرة معظم الوقت, التدوير المستمر والتحرك بمرونة في ارجاء الملعب, ولكن ماذا لو حُرم مدريد من تلك الميزة؟, ماذا وإن قمنا -كبلباو- بإدخال الفريق في منطقة غير مريحة بالنسبة له على الإطلاق!

وهذا ما حدث عن طريق نظام بيريزو الدفاعي “رجل لرجل”, والإندفاع البدني الكبير الذي أجبر لاعبي مدريد على التشتيت وذلك هوا النقيض التام لما يفضله الفريق, التحول من 4/2/3/1 إلى 3/4/3 عند الضغط, دي ماركوس ومواجهة مارسيلو بجانبه داني جارسيا وبينات لمراقبة سيبايوس ولوكا على التوالي, ومونيائين ضد كارفخال.

في الأمام, جارسيا أهم لاعبي بيريزوا تكتيكيًا كان ملازمًا لكروس معظم الوقت, فلم يجد وسط مدريد مساحة للتنفس أو لإمكانية التحضير بشكل سليم, ناهيك عن الضغط المتواصل من سوسايتا وويليامز على راموس وفاران مما جعل مرحلة تحضير مدريد للكرة كالولادة المتعثرة تمامًا.

الجميع يعلم نقاط الضعف التي يمتلكها نظام مراقبة رجل لرجل, ولكن بيريزو كان واثق جدًا من عدم إستغلال مدريد لتلك نقاط الضعف نتيجة إفتقاره لنقاط القوة التي تسمح له بالتغلب عليه. بمعنى, لكي تتغلب علي ذلك النوع من الدفاع تحتاج إلى سرعة وحركية كبيرة, وكذلك إلى خلق رجل حر للإنقضاض على المساحات التي تخلقها تحركات لاعبيك.

ولكن مدريد لم يكن يملك تلك القدرة البدنية من الأساس للتحرك بشكل أسرع, بل كان الفريق مشتتًا بين كيفية إمتلاك الكرة والإستحواذ عليها وبين الدخول في معركة بدنية مرهقة خاصة تلك التي كانت مع ويليامز الذي كان يهاجم دائمًا أنصاف المساحات بين راموس ومارسيلو في غياب تام للدور الدفاعي من توني كروس -الإرتكاز حينها-.

الشوط الثاني حَسن لوبتيغي كثيرًا من شكل الفريق عن طريق الدفع بكاسميرو الذي أعطى الفريق قوة وإستقرارًا في الجانب الدفاعي, وكذلك قلل فجوة الإلتحامات البدنية التي كانت في صالح بلباو, ناهيك عن تعاونه في غلق ثغرة مارسيلو- راموس بالشوط الثاني, والنقطة الأهم كانت دفع كروس للأمام بعض الأمتار والإستفادة منه بشكل أفضل.

كذلك الدفع بإيسكو الرجل الحر الذي بحث عنه مدريد للهروب من الضغط وكسر خطوط الخصم, ليسجل هدف التعادل بعد دخوله بدقيقتين فقط!, وهنا قرر القدر مكافأة لوبتيغي على قرائته للشوط بإمتياز والتعديل بشكل سريع ليخرج مونيائين مصابًا أحد أهم مفاتيح بلباو في الضغط والسيطرة على الكرة كذلك, لتتحول دفة اللقاء بناءً على المعطيات السابقة لمدريد بشكل قوي جدًا.

مدريد حاول بشكل فعلى إنهاء اللقاء لصالحه في أكثر من لقطة أهمها تمريرة راموس المميزة جدًا لأسينسيو الذي يُحسب له التحرك والهروب بسرعة وخلق وضعية 1 ضد 1, وكذلك الكنترول الرائع على الكرة, ولكن حارس بلباو تعملق بشكل مميز ليحرم مدريد من الثلاث نقاط ويؤكد حالة التعادل.

بيت القصيد أن مدريد حاليًا متخلف بنقطتين عن البرسا, وذلك شيء غير مريح بالتأكيد, ولكن هناك مؤشرات إيجابية كثيرة منها ظروف اللقاء التي قلما ستتكرر الفترة المقبلة, كذلك الفريق لم يصل بعد لذروة المستوى رفقة فلسفة لوبتيغي, فمدريد الحالي ما زال يَبعُد كثيرًا عن الكمال وحينما يصل ستصبح الأمور مريحة أكثر, والأهم من ذلك تعلم لوبوتيغي السريع وقرائته المميزة للقاء والتدخل بشكل أفضل لحل المشكلة وهذه نقطة مضيئة جدًا سيحتاجها الفريق الفترة القادمة.




جميع الحقوق محفوظة لـ هاي كورة © 2024