هاي كورة – ظهر المنتخب السعودي في آخر مبارياته الودية أمام نظيره الألماني -حامل لقب كأس العالم- والتي انتهت بهدفين لهدف للمانشافست بمستوى رائع في نظر البعض ومُرضي على الأقل في نظر البعض الآخر، إلا أننا سنركز على البعض اللمحات الفنية التي ظهرت خلال تلك المواجهة.
دعونا نبتعد قليلاً عن أداء المنتخب الألماني الذي قد يرى البعض أنه تهاون في اللعب بجدية أمام المنتخب السعودي وأنها كانت بمثابة مباراة وداعية للماكينات أمام جماهيرهم التي حضرت بكثافة في ملعب باي آرينا، ونركز على أداء الصقور الخضراء.
أبناء المدرب بيتزي نجحوا في تشكيل خطورة حقيقة خلال الشوطين على مرمى المنتخب الألماني الذي لعب بأغلبية لاعبيه الأساسيين، تلك الخطورة لم تأتي من فراغ أو بنقلات عشوائية، إلا أنه كان من الواضح أن هناك خطة واضحة للخروج بالكرة من ملعب الأخضر إلى أرض المنافس مع بناء هجمة يسير بتسلسل صحيح ودقيق.
تلك الخطة ستنجح بنسبة كبيرة مع المنتخب السعودي في أول مباراتين له بالمونديال المقبل أمام روسيا وأوروجواي، خاصةً مع مزيد من التماسك الدفاعي في العمق لتفادي خطورة كافاني وسواريز وأعوانهم اللذين يعتمدوا بشكل كبير على الضغط على المنافس وعدم إعطائه فرصة للتنفس .. حينها يجب تفعيل تكتيك بيتزي بالتمرير الدقيق والسريع في نفس الوقت.
خروج المنتخب السعودي من أول مباراتين بثلاث نقاط أو أكثر سيكون نجاحاً مبهراً سيفتح الطريق أمام الأخضر ليكون حصاناً أسوداً في تلك البطولة بعد تأهله للدور التالي .. إلا أن “الكابوس” قد يأتي أمام المنتخب المصري في آخر جولات دور المجموعات.
نقطتا الضعف الوحيدتان عند المنتخب السعودي هي نقطتا القوة الوحيدتان عند المنتخب المصري :
1 – أحد أهم مميزات الفراعنة في الجيل الحالي هي الصلابة الدفاعية التي يشارك فيها أكثر من 8 لاعبين خلاف حارس المرمى، فأهم شيء بالنسبة للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر هي عدم تلقي الأهداف وليس تسجيلها، وإن لم يُكثف الأخضر ضغطه على المنتخب المصري والتخطيط لضربه من العمق والأطراف سيفشل في فك شفرته.
2 – الشيء الأهم : المنتخب السعودي بدا خلال مباراته أمام ألمانيا وكأنه بلا أطراف دفاعية ، فخطورة معظم هجمات المانشافست جاءت عبر إختراق أطراف الصقور الخضراء ، الذي كانت المسافة بينه وبين العمق الدفاعي كافية لتدشين مجمع سكني يقطن به مئات السكان.
عدم إدراك حل تلك الأزمة سريعاً سيعني أن الجماهير المصرية ستعيش ليلة قد تكون هي الأسعد لهم في تاريخ مشاركتهم بالمونديال، فالفراعنة لا يعتمدون في شن هجماتهم إلا على الأطراف عبر النجمين محمد صلاح ومحمود تريزيجية اللذان يتميزان بسرعة مذهلة قد تسبب في كسر العمود الفقري لـ “الحصان الأسود” الذي نجح في الخروج بنتائج جيدة في أول مباراتين.