هاي كورة_
تعدد الأسباب وتَلهف الجميع لمعرفة الدافع الحقيقي لن يُغني عن النتيجة النهائية بأننا لن نري زيدان الموسم القادم يترأس مقاعد بدلاء مدريد.. إنقسمت الأراء حول ذلك القرار ولكني أراه قراراً ذكياً جداً تماماً كقرار زيدان بالرحيل وهوا في أوج عطائه الكروي, وده سر إسستثنائية زيدان في الأصل وهوا توقيت قراراته.
الموسم الحالي لم يرتقي لمستوي الجيد حتي وهوا يعلم ذلك, لذلك ضغوط الموسم القادم ستكون أكبر, محيط مدريد كذلك والبيئة هناك صعبة جداً وكما قال كابيلو “تدريب ريال مدريد هوا أصعب مهنة في العالم”, زيدان يعي ذلك جيداً ويعلم بأنه حقق أكثر من المطلوب عطفاً علي إستقدامه كخيار طارئ في الأساس.
زيدان كذلك لاحظ صعوبة تحفيز اللاعبين وتحدث بكلمات ذكرتني بحديث جوارديولا والسبب في رحيله عن البرسا عندما قال بيب :”لقد حقق لاعبي الفريق كل شيء ممكن, لا أتخيل أن أقول لهم شيء جديد يدفعهم للقتال في المستقبل”.. زيدان تلفظ بكلمات شبيهة عندما قال :”هذا النادي وعلي مدار 3 سنوات حقق معظم الألقاب الممكنة, أري أن اللاعبين بحاجة إلي خطاب جديد”, في إشارة إلي محفزات جديدة لن يقدر عليها شخصياً.
زيدان علم بأن تواجده لموسم رابع سيصيب الفريق بالرتابة والملل التكتيكي في الملعب, ناهيك عن غياب الدافع والمحفزات, كذلك سقف الطموح الذي إرتفع بشكل كبير جداً ولا أظن أن جمهور الميرنجي سيقبل بموسم قادم مثل الحالي حتي وإن إنتهي بتحقيق لقب دوري الأبطال مرة رابعة علي التوالي!. لذلك التفكير في الراحة والرحيل بصورة مرموقة يُكال لها المديح من القاصي والداني هوا أذكي قرار لمدرب عاصرته خلال تلك الفترة.
المشكلة الحقيقية الأن هي في مرحلة ما بعد زيدان.. عند تعيين مورينيو ونتيجة لما قبله لم يكن الطموح وصل تلك الدرجة! كذلك عند تعيين أنشيلوتي وإرتفاع الطموح تدريجياً, لكن الأن وبعد ما حققه زيدان وحصوله علي 9 بطولات من أصل 13 ممكنة, والفوز بـ8 نهائيات من أصل 8 هوا تحدي كبير جداً للمدرب القادم, ماذا سيقدم أفضل من زيدان؟ كيف سيكون شكل الفريق والكرة المقدمة؟ وإلخ من التساؤلات المهمة جداً بعد ذلك القرار.
في النهاية زيدان رجل ذكي جداً, يعلم جيداً الطريق الذي سيخوضه, الصعاب التي ستواجهه, كيفية مواجهة تلك الصعوبات اولتغلب عليها, وتوقيت إعلان الرحيل والإكتفاء.. الأن هوا يحتاج لراحة, لإعادة ترتيب أولوياته, ترتيب أفكاره وتكتيكاته لتقديم شيء أكثر تنوعاً في المستقبل.. بعد 3 سنوات من الضغوط والتفكير الكثير شكراً زيدان, لن ننساك أبداً..