هاي كورة_عاصمة الضباب ستشهد مباراة مميزة جداً بين تشيلسي وبرشلونة, ذكريات مؤلمة للطرفين, مع أمال كبيرة مُنعقدة علي تكرار لحظات النشوة. مـا بين “غدارة, وإنتهي الدرس يا سادة يا كرام”, يقف مدربين لـا يمتلكان الخبرة الأوربية الكافية “مع كفة مائلة قليلاً لكونتي”, لقيادة فريقين لديهم ماضي قوي في البطولة “مع كفة مائلة للبرسا”, للزحف نحو الدور القادم من البطولة..
إن تحدثنا فنياً, فالمباريات الإقصائية لا تعترف بأفضلية فريق في المباريات التي تسبق أو تلي تلك الملاحم, فليس من العدل قياس مشوار طويل في الدوري لمعرفة هوية المتأهل علي مدار 180 دقيقة فقط! كذلك أداء اللاعبين في مباريات اخري بظروف مختلفة, نـاهيك علي أن الجودة المتواجدة في كلـا الفريقين تسمح لكل فريق بقلب طاولة التوقعات تماماً وتقديم مباراة لـا تُنسي.
أما تكتيكياً, فهناك فرق كبير, فالأخطاء قد تتكرر, ونقاط الضعف قد تُستغل, ومكامن القوة تُستخدم, ودهاء المدرب يتدخل لتحقيق النصر.. إن بدأنا بالبرسا, وإكرام الضيف البدء به.. هناك نقاط قوة وضعف ظهرت في الفريق منذ فترة ولا زال فالفيردي يحاول العمل عليها, مثــل :
– أزمة الأطراف.. البرسا يعاني جهة الظهيرين بشكل واضح, فمنذ رحيل نيمار وجوردي ألبا يتمتع بحرية كبيرة جداً, وأثبت نجاعة هجومية مميزة, ناهيك عن تفاهمه الكبير مع ليو, ولكن هناك ضريبة لكل شيء, وهي تلك المساحة المتواجدة خلف ألبا والتي غالباً يُكلف بتغطيتها إنيستا.. أندريس لم يُصبح بلياقة الماضي, والواجبات الدفاعية تَحد كثيراً من قدراته وجودته, بجانب إضطرار أومتيتي في بعض الأحيان للعصود والتغطية بجواره لعدم مقدرته علي التغطية وحده, فيسبب مشاكل بالعمق..
حتي في حالة عودة ألبا فمازال الفريق يعاني, فتغطية إنيستا ليست جيدة ومُترهل كثيراً في العودة للمساندة, ويتلقي الفريق أهداف من تلك الجهة, وتكرر الأمر في مباراة سوسيداد في الهدف الأول, إسبانيول, سلتا فيجو, وأخيراً مباراة إيبار وجهة أوريانا المُنهكة.. ذات الحديث ينطبق علي الجهة اليمني, فالفيردي في المباريات الهامة وضد الخصوم المميزة علي الأظهرة يحاول الدفع بجوميز لواجباته الدفاعية هناك, تكرر الأمر أمام بيتيس, فالنسيا, أتلتكوا, وأظن أنه سيتواجد غداً أيضاً, لأن تغطية راكيتيتش سيئة جداً في تلك الجهة, وتلقي أيضاً الفريق أهدافاً بسبب تلك الثغرة في مباراة فالنسيا الدوري, وتكرر في مباراة إيبار الأخيرة قبل دخول فيدال….
– عمق الملعب.. عند اللعب بـ 4/4/2 والدفع بباولينهو أو جوميز, يتحرك الاول للعمق والثُلث الأخير من الملعب مما يجعل تغطيته سيئة بعض الأحيان, ناهيك عن مدي السوء لديه تحت الضغط, لذلك يصعد للامام كثيراً لخلق الكثافة وإستغلال سقوط ليو.. والثاني يميل كثيراً للأطراف للمساندة دفاعياً سواء مع روبيرتو أو ألبا. ولكن في كلتا الحالتين يُترك العمق بثنائي فقط وهوا “بوسكي- راكي”, وإذا ما إمتلك الخصم لاعبين مميزين في الوسط قادرين علي تدوير الكرة بشكل مميز ولاعب مثل فابريجاس يضرب الخطوط بتمريرات مميزة, سيعاني الفريق كثيراً في العمق.. خاصة وإذا تحرك هازارد في تلك المساحة, بجانب تقدم بيكيه وأومتيتي في بعض الحالات للتغطية خلف بوسكيتس مما يُخلف فراغات تُستغل.. كذلك الإنضمام المبالغ فيه لداخل الصندوق من لاعبي الوسط وترك قوس المنطقة بلا رقابة تُذكر..
– أما نقاط القوة فهي محدودة بعض الشيء خاصة ضد الفرق المُتكتلة المتماسكة, حلول الفريق تبدأ في الإنحسار ويلجأون لشخص واحد فقط في تلك الحالة, لــيو.. عند سقوط ميسي للوسط يساهم بشكل كبير في كشف اجزاء كبيرة من ملعب الخصم ومساحات لا يراها سوي هوا, تحركات سواريز وباولينهو تخلق له المساحة للتقدم احياناً, أو التمرير لهم في مناطق خطيرة احياناً اخري.. كذلك التفاهم الكبير مع ألبا, وتمريرة ميسي ألبا الشهيرة… كذلك التمرير القُطري المميز, تحويل الكرة بشكل مُباغت للجهة الأخري مما يخلق مساحات في الفريق الخصم يستغلها لاعبي البرسا بتحركاتهم الذكية..
علي النقيض وأصحاب الأرض, لديهم بعض المشاكل الدفاعية مثل :
– الكرات خلف المدافعين.. كثيراً ما يتم ضرب دفاعات تشيلسي بتمريرة من الوسط أو الأجنحة, خاصة في ظهر كاهيل, اللاعب بطيء مقارنة بمن بجانبه مما يضع الفريق في مأساة حقيقة, وتكرر الأمر كثيراً في مباارة ارسنال, وأخرها واتفورد عندما هرب ديلوفيو أكثر من مرة..
– تحرك الخصم بين الخطوط.. فريق تشيلسي يعاني خلف خط الوسط لديه, إذا ما إمتلك الخصم لاعب يتحرك بذكاء بين الخطوط سيسبب مشاكل كثيرة جداً, وحدث ذلك في مباراة السيتي عندما تحرك دي بروين وسجل هدف مميز, بالغد سيكون ميسي!, لذلك علي كونتي تضييق الخطوط بشكل مميز, كذلك الإنتباه من مدافعي الفريق حتي يتقدم واحد منهم في بعض الحالات للتغطية وتضييق المساحات..
– الجهة اليسري الدفاعية.. علي الرغم من تألق ألونسو الهجومي ولكن دفاعياً اللاعب يعاني بعض الشيء, خاصة وأن كاهيل غالباً ما يميل لتلك الجهة وهذا سيجعل الأمر خطراً علي فريق تشيلسي خاصة وإن وظف فالفيردي ليو مائل قليلاً جهة اليمين.
أما الفريق فيتمتع بخصال هجومية مميزة جداً مثل:
– الجهة اليسري :ماركوس ألونسو”, لاعب مهم جداً جداً هجومياً, مميز بالعرضيات, بالدخول للعمق والتسجيل, ظهر ذلك جلياً في مباراة ارسنال عندما سدد الكرة بالرأس, وسجل هدف في اخري بتحرك مميز جداً للعمق, ناهيك عن ضربات الثابتة المميزة له..
– التميز بين الخطوط “هازارد”.. إيدين عندما يكون في يومه لا يستطيع أحد الوقوف أمامه, يتحرك بذكاء بين الخطوط, يسدد بمهارة ويمرر بذكاء. تمريرات سيسك كذلك مميزة جداً, سيحتاج وسط البرسا إلي عمل كبير لغلق خيارات تمرير سيسك..
– التمريرات القُطرية من إزبليكويتا تجاه موراتا.. نقطة مميزة أيضاً يستخدمها كونتي, صناعة 7 اهداف ليست بالأمر الهين أبداً خاصة عندما تكون من لاعبين مُحددين, سيزار قادر علي وضع موراتا أمام المرمي من نصف الملعب أو حتي من الخطوط الخلفية مثل تمريرة اخر الدقائق في مباراة ارسنال..
الفريقين بالتأكيد سيحاولان إستغلال نقاط الضعف, ولكن السيناريو متوقع بعض الشيء, كونتي سيتراجع وسيترك الكرة وسيضرب بالمرتدات, ولكن منطقة الإفتكاك هي التي سيحاول تعديلها مع الوقت, فتارة سيضغط ويرفع الحِدة في الامام, وتارة سيأخر منطقة الإفتكاك للثُلث الأول, كذلك الحال مع البرسا, الإعتماد علي ميسي سيكون كبيراً وهنا لابد من أن يكون كانتي بحالة مميزة جداً, العيب الوحيد هوا أن الماركنج علي ميسي تحديداً ليس بدنياً فقط يا كانتي…