هاي كورة_يقول العظيم أريجو ساكي :”المدير الفني يستطيع أن يُحدث فارقاً في حالة واحدة فقط, هي عندما يجد نادي يدعمه, وهذا ما يُعطي الثقة للاعبين, ويكون هذا هوا الإستعداد للقيام بعمل طويل الأجل”
انتونيو مدرب ذو شخصية قوية ولكنه عاطفي, كان بحاجة إلي هذا الدعم بشكل كبير .. ولكن إبراموفيتش قاسي القلب, يتعامل ببرودة دم مع جميع المدربين, رجل طموح؟ بالتأكيد. ولكنه لا يمتلك الخبرة في تسيير الأمور رفقة المدراء الفنيين. الإطاحة بكارلو وجوزية كان بالنسبة له كالإطاحة بفيلاش بواش ودي ماتيو مثلاً! جميعهم سواء من وجهة نظره!.
عندما يخرج مدرب الفريق والذي يستمد اللاعبون منه الثقة ويقول :”أريد من الإدارة أن تخرج وتُكذب الإشاعات التي تقول بأني سأرحل نهاية الموسم, فأنا قدمت كل ما املك للفريق وأستحق الدعم”.
عندها فقط تعلم بأن الإدارة قد ذبحت المدرب بأبرد سكين علي وجه الأرض. وتركت الإشاعات والأقاويل من هنا وهناك تنهش في إستقراره وتهدم شخصيته وإدارته للمجموعة.
كذلك لاعبي تشيلسي الذين إعتادوا علي عدم تلقي اللوم, وتوجيه أصابع الإتهام إلي المدرب, بل التخلي عنه وهوا في أمس الحاجة إليهم, فعلوها بمورينيو وشوهوا صورته ولولا تدخل إبراموفيتش لم يكن لديهم المانع في الهبوط مع جوزية للتشامبيونشيب!. واليوم يفعلوها بكونتي حتي انه خرجت بعض التقارير التي تؤكد دعم إزبيلكويتا للمدير الفني, ولكنه اللاعب الوحيد الذي يتلقي المدرب منه الدعم في غرفة الملابس!!.
شخصياً مقتنع بأن كونتي قد تكالبت عليه مختلف الظروف, بداية من عدم تعاون إبراموفيتش بالشكل المطلوب, مروراً بالإصابات والغيابات التي عاني منها, التصادم مع الإدارة وعدم تلقي الدعم, وأخيراً الروح الإنهزامية لدي لاعبيه في وقت حرج جداً.
ولكنه إستغني عن كوستا ببرودة قلب؟!. نعم, لأنه رجل صاحب مبدأ ثابت وشخصية قوية, لـا يصح أبداً أن يخرج جندي وينشق عن جيشه ويتفاوض مع الأعداء وسط الحرب. كوستا تفاوض مع فريق صيني في وسط الموسم وبدون التحدث مع مدربه أو الإدارة وهنا إعتبرها كونتي طعنة غدر والتسبب في عدم الإستقرار في الفريق.
إن كان كونتي قد أخطأ فليست تلك النقطة التي اخطأ فيها, ولكني أري دخوله في حرب شعواء ضد ملك المؤتمرات الصحفية هوا الخطأ الذي لايغتفر. فابيو كابيلو خرج مُحذراً أنتونيو من تلك النقطة وقال بالحرف :”أنت لا تعرف مع من تتعامل”. حتي الأن لم أنسي تصريح بيب الشهير عندما كان مورينيو مدرباً لمدريد, عندها قال :”لقد تفوق علي وهزمني شر هزيمة في المؤتمرات الصحفية, وأنا تفوقت عليه في الملعب”.
مورينيو رجل تصريحات مُحنك وإستطاع هزم كونتي نفسياً بل وإنتقل أثر ذلك للاعبي الفريق, فالضربة الأولي تلقاها كونتي ولم يكن يتوقعها علي الإطلاق عندما سخر مورينيو منه وذكره بقضية التلاعب في النتائج التي تم إيقافه علي إثرها, تصريح هز عرش كونتي نفسياً وأثر علي شخصيته مع لاعبيه, بل والأدهي من ذلك هوا إنسجاب كونتي بعدها من تلك الحرب مُعلناً إنهزامه بشكل علني ضد جوزية وهوا خطأ فادح,
كونتي كان عليه أن يعلم بأن اللاعبين هم إنعكاس لصورة المدرب في الملعب, وإذا إنسحب المدرب الذين يستمدون شخصيتهم منه بتلك الطريقة في حرب كلامية مع مدرب اخر وبتصريحات مُهينة في حقة فالسلام علي شخصية المدرب في نظر لاعبيه وتأثيره عليهم.
كونتي وإن رحل فأظن أنه سيرحل برأس مرفوعة, لقب برميرليج في موسم أول وتعامل أكثر من ممتاز رغم بداية سيئة وقيادة الدفة نحو الأفضل. حتي مارتن بيرارنو رفيق درب جوارديولا عندما سأله عن أكثر 2 مدربين مميزين خاض ضدهم مباريات تكتيكة مميزة قال :
” تـوخيـل وكونتي”…