هاى كورة_ النقاشات والصراعات لم تكن أبدا المقياس الأول للحقيقة ولكن التاريخ والأرقام والإحصائيات لاتكذب أبدا وإذا عدنا ليناير 2013 عندما تسلم ليونيل ميسى جائزة أفضل لاعب فى العالم للمرة الرابعة فى تاريخه وكان رونالدو حينها كعادته وقتها يحتل المركز الثانى حتى أن بالوتيلى وزالاتان إبراهيموفيتش قالا عن رونالدو إنه أكثر شخص محظوظ فى التاريخ لأنه يحجز أول منصة قريبة من حدث تكريم ميسى.
رونالدو حينها كان بعمر السابعة والعشرين بينما ميسى كان بعمر الثالثة والعشرين وكان يمتلك رونالدو كرة ذهبية وحيدة بينما يمتلك ميسى أربع كرات ذهبية بحكم المنطق وقتها الكل راهن على أن رونالدو سيبقى بحكم التاريخ لاعبا كبيرا سيء الحظ لأنه جاء بوقت ليونيل ميسى ولولا ذلك لكان الأفضل دون منافس وإزداد الوضع سوءا بأن برشلونة مكتسح ومهيمن بينما ريال مدريد حاله مثل حال رونالدو فريق كبير وجيد ولكنه ليس فى كامل توفيقه بالوجود فى عصر إنيستا وتشافى وميسى وباقى رفاق الكتيبة الكتالونية.
شخصان فقط لم يقتنعا بمنطق العالم وهما كريستيانو رونالدو وجوزيه مورينهو فالثنائى من أرض المكتشفين البرتغال يدركان جيدا إن الطريق صعب للغاية ولكن يصل فقط من يحترم قواعد السفر ومن يقدر إمكانياته فقرر مورنيهو غرس قيم كبيرة داخل لاعبى الريال بأنهم يجب أن يحاولوا وأقنع فلورنتينو بيريز وقتها بأن الريال سيعود كبيرا بصفقات قوية وإبعاد إيكر كاسياس شيئا فشيئا عن الفريق وعلى الرغم من إن مورينهو فى منتصف العام وقتها رحل ولكنه ترك أساسا كبيرا يبنى عليه خليفته كارلو أنشيلوتى الذى جاء للريال وجد لاعب مبهر للغاية يستيقظ من نومه مبكرا يذهب لناديه فى الصباح يتدرب كما لو كان لاعبا شابا يحاول أن يثبت نفسه لمدربه وبدأ رونالدو شيئا فشيئا فى إبهار الجميع وفجأة رأينا الشاب البالغ من العمر 29 عاما يحتفل فى يناير 2014 بحصوله على جائزة أفضل لاعب فى العالم 2013 .
رونالدو بكرتين ذهبيتين بدأ متحمسا أكثر وأكثر ولكن المقارنة لاتزال كاملة فى صالح البرغوت الأرجنتينى ووجميعنا يتذكر نهضة أتلتيكو مدريد عندما هزم برشلونة ثم تشيلسي ليتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا وكان قريبا للغاية من الفوز على ريال مدريد وتحقيق دوري أبطال أوروبا وبالتالي ستنتهي كل فرص رونالدو للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم وربما وقتها ستذهب لميسي الذي تأهل لنهائى كأس العالم 2014 ولكن راموس أنقذ ريال مدريد وسجل هدف قاتل ليساعد ريال مدريد في الفوز بدوري أبطال أوروبا لتتغير الدفة تماما لصالح رونالدو ويعلن رسميا وقتها بأنه تحول من ظل لميسى إلى لاعب يستحق التقدير الكامل.
تبدلت الأحوال وعاد ميسى للواجهة بحصول مستحق على الكرة الذهبية عن 2015 وتراجعت حصيلة الريال ولكن لم تتراجع حصيلة الدون وبدأ الأمر أن ميسى وصل لكرته الخامسة وعاد برشلونة للهيمنة أمام لاعب تخطى الثلاثين ومن المفترض ان ركبتاه بدأت فى التيبس ولكن لأنه معادلة عجز عن فهم حلها أحد سواه واصل رونالدو العمل ومع تبدل أحوال الريال برحيل بينيتز وقدوم زيدان إنفجر صاروخ ماديرا من جديد وحقق دورى ابطال أوروبا ولكن الوصول للكرة الذهبية ليس سهلا خصوصا مع تألق جريزمان مع أتلتيكو مدريد ومنتخب فرنسا وقوة لويس سواريز الرهيبة طوال الموسم ولايزال ميسى يعزف أجمل الألحان ولو على النطاق الفردى أكثر .
إزدادت الضغوطات أكثر فأكثر ضدج رونالدو الذى قرر أن يقدم يورو مختلف ليس فيه البطل الأوحد للبرتغال ولكنه كان البطل الملهم لزملائه وعندما إحتاجت البرتغال لنهضة الفارس أبهرنا بهدفين ضد المجر وساهم فى تأهل المنتخب لثمن النهائى وبلمحة عبقرية ضد كرواتيا والتى كانت أهم لقطات البطولة ساهم فى إنتصار المنتخب وبعدها وجدناه يعتلى الجميع برأسية سينمائية ليقود المنتخب لنهائى باريس ليصبح الفارق بينه وبين ميسى كرة ذهبية واحدة وبعدها يواصل ريال مدريد نسق الهيمنة على الألقاب المحلية والقارية ليتمكن رونالدو من جائزة أفضل لاعب في العالم 2017 ويحصد الكرة الذهبية الخامسة ليتساوى مع ميسي تماما ويصبح إسطورة مثله مثل بيليه ومارادونا ودي ستيفانو وميسي نفسه.
الآن لم يعد هناك مجالا للتهكم على رونالدو فالدون أنهى كل الخرافات التي قيلت عنه بأنه شبح ميسي وإنه ظلم بمجيئه في عصر ميسي وأصبح ميسي نفسه مظلوم بأنه كان عبقريا في آخر خمسة أعوام ولكن عبقريته لم تستطيع التفوق على رونالدو الذي هيمن على كل شيء حتى أصبح تحقيق الامجاد بالنسبة له أسهل من شرب الماء.