هاي كورة_يعيش نادي ريال مدريد الإسباني حالة من الشك وإهتزاز واضح في الثقة بالنفس نتيجة الضغوطات التي ساعد بنفسه في فرضها عليه. زيدان يقترب خطوة تلو الأخري نحو الهاويه ويقترب من لف الحبل حول عنقه بكلتا يديه. الوضع في مدريد متأزم منذ بداية الموسم ولعل تلك نقطة إيجابيه إذا ما قام زيدان بإستغلالها كما ينبغي.
نحن مازلنا في إكتوبر لذلك إعادة تصحيح الأمور وارده ومازال الحُكم مبكر والألقاب مازالت في المتناول فهناك 28 جولة في الليجا علي سبيل المثال وهناك مباراتين ضد الخصم المباشر شخصياً, ومازال دوري الأبطال في مرحلة المجموعات ولم يصل الفريق إلي الإقصائيات بعد وبالطبع بطولة الكأس في طور التمهيد.
الحديث هنا عن تعديلات زيدان الفورية “الحتميه” لإنقاذ موسم الفريق ولعل إعتباري لتلك النقطة إيجابيه بحيث هناك فرق أخري كالبرسا تعاني مثلاً علي صعيد الأداء ولكنها تحقق النتيجة المطلوبه مما قد يجعل فالفيردي مُصراً علي نفس شكل الفريق الذي من الواضح بأنه يحتاج إلي تعديل وهنا ستكون العاقبة وخيمه, أما زيدان فأمامه فرصه فالأداء سيء والنتائج أيضاً كذلك, مما سيجعله مُجبراً علي تصحيح الأمور الأن.
في البداية مدريد بحاجة إلي إعادة أهم عنصر حاسم في فريق الموسم الماضي وهوا “الدافع والروح والهدف”, العام الماضي ظهر جلياً بأن مدريد يريد الليجا وبالفعل كان الفريق يقدم مستويات جيده, حتي وإن كان سيئا ًفقد كان يحقق الفوز وكان متأخراً بهدفين في بعض الأحيان ويعود بالفوز بالثلاثه في رغبة واضحه وشغف واضح وهدف واضح وهوا تحقيق اللقب. أما مدريد الحالي مُثير للشفقه, ليس هناك دافع فتشعر بأن الجميع قد شبع من تحقيق الألقاب وكذلك غاب الهدف فتشعر بأن الفريق يعاني من تراخي حاد حيث تحقيق الأبطال مرتين وإستسلام البعض لإستحالة تكرار الموقف بجانب شعور البعض بأن الليجا قد تُحسم في أي وقت لسوء مستوي الخصم أو ضعف المنافسين, وساهم في ذلك الشعور تحقيق الفوز علي اليونايتد والبرسا بداية الموسم مما جعل اللاعبين يصعدون إلي السماء ولكن تلك النتائج هبطت بأقدامهم علي أرض الواقع حالياً!
المدرب هنا يتحمل كامل المسؤليه وليس اللاعبين, فمن قوانين كرة القدم أن يعاني أي فريق وصل للقمه فالحفاظ عليها أصعب من الوصول إليها, لذلك كان علي المدرب أن يجد للاعبيه دوافع جديده ويبثهم بالروح والعزيمه ويٌبعد عنهم الشعور بالشبع والإكتفاء, ولكن زيدان إستسلم للموجه وعاني هوا الأخر من تراخي غريب ومن عناد أغرب, فبعد التخلي عن دكة البدلاء لم تكن قراراته موفقه في إستقدام البدائل المميزه ولم يحافظ علي النسق وأخل كثيراً بجودة الفريق مما صنع فجوة أخري لابد من علاجها في الميركاتو الشتوي. وتلك نقطتين في غاية الأهميه “الروح والجوده”.
أما النقطة الثالثه تكمن في زيدان شخصياً, زيزو كان من أفضل المدربين قراءة للخصوم وإعتدنا علي سرعة التعلم لديه ولكن هذا الموسم تفكير زيدان بطيء جداً وتبديلاته ليست في محلها ومعظم تشكيلات الفريق التي دخل بها اللقاءات سيئه مثل لقاء بيتيس علي سبيل المثال عندما لعب بثلاثة أجنحه! وعندما تأزم الوضع وخسر وسط ملعبه لفريق كيكي سيتين قام بسحب مودريتش!, قرارات زيدان هذا العام غير موفقه أبداً علي صعيد المداروة أو التشكيل أو حتي التبديلات وإدارة المباريات, لذلك وجب علي زيدان إعادة التفكير ملياً في مستقبله وفي وضعه الحالي ويقوم بالتفكير في خطط تكتيكيات جديده, تجربة اللعب بثلاثي خلفي مثلاً, أو العودة إلي 4/3/3 لحين إكتمال عناصر الدايماموند, بجانب الحِنكة والموازنه في المداوره فلا يخل بتشكيل الفريق فجأة.
في النهايه هناك فرق كثيره مرت بتلك الوضعيه بتلك الأزمات ومنها برشلونه عام 2015 وقتما كان مدريد يحقق الـ 22 إنتصار متتالي من ضمنهم برشلونة شخصيه بثلاثيه مع الرأفه وإعتقد الجميع وصول فريق كارلو للقمه, لنتفاجئ بالأخير بتحقيق البرسا لخماسيه بـ 13 لاعب فقط طوال الموسم!. العودة مازالت ممكنه “في حال ركز زيدان علي ذلك وأصلح العيوب المذكوره”, دون ذلك مدريد سيدخل حالة شك قوية جداً قد تودي بحياته هذا الموسم وتضرب فكرة المشروع في مقتل.