هاي كورة – سيلتقي الكبيران في نهائي مُبكر بعد شائعات الكرات الساخنة والباردة ،هناك مثل شعبي مصري يقول : من يخاف من العفريت يظهر له ، هذا بالضبط ملخص حال جماهير بايرن ميونيخ وريال مدريد قبل هذه المواجهة فكلا الفريقين لم يرغب في هذه المواجهة بشكل مبكر ليس خوفاً من بعضهما البعض لكن لأن خروج أحدهما بشكل مبكر هكذا سيمثل ضغط إعلامي كبير على لاعبيه وإدارته .
كرة القدم هي مسرحية فنية كبيرة لا يُمكن توقع أحداثها فإذا عدنا بالذاكرة لعام 2014 سنجد العديد من الأوراق المبعثرة فإذا ذكرت لأحدهم أنه بعد عامين سيتغير كل ذلك لن يُصدقك أحد ،فأنشيلوتي كانت قدماه تطأ ملعب الأليانز آرينا وهو على القيادة الفنية لريال مدريد بجانبه مساعده زين الدين زيدان وقائد وسط ملعبه تشابي ألونسو .
فتتحول القصة اليوم إلى أن أنشيلوتي يقف في وجه الريال على نفس الملعب لكنه مدرب لبايرن ميونيخ وأمامه مساعده ومعه ألونسو في آخر مبارياته قبل الإعتزال ، التلميذ أمام الأستاذ هو مصطلح أُهلك خلال الفترة الآخيرة لكنني سأبرز عنواناً جديداً لهذه المواجهة “زيدان يدخل الإمتحان دون أستاذه”
يدخل ريال مدريد إختبار حقيقي وصعب ليس أمام بايرن ميونيخ فقط لكنه خلال شهر أبريل بأكمله فسوف يواجه أتلتيكو مدريد وبرشلونة ثم مواجهتين للبايرن سيتوقف عليهما تحديد ملامح المنافسة للملكي الإسباني على الليجا ودوري أبطال أوروبا .
زيدان يعلم تماماً مخاطر العودة مُجدداً لملعب الأليانز آرينا الذي حوله الريال إلى أطلال خلال مواجهته الأخيرة عام 2014 لأن الألمان لن يتركوا ثأرهم هذا العام ،مشاكل الريال كثيرة في الخطوط الخلفية بالإضافة إلى الإعتماد على سلاح واحد فقط وهو العرضيات فلا يوجد تنوع هجومي للفريق خلال هذا الموسم .
تذبذب مستوى الريال يعود إلى الضغط الكبير الذي يضعه زيدان على تشكيلته المكونة من 11 لاعب فقط هما أساس عمله مما يجعل مستوى بعض اللاعبين أقل بسبب الإرهاق ،نافاس أيضاً عليه علامات إستفاهم كبيرة لكن يظل المُنقذ الوحيد هو راموس ،لذلك سيتسلح الريال بالحماس وكبرياء البطل .
أما بايرن ميونيخ فجحيمه عندما تحول إلى أطلال عام 2014 لم يستسلم أبداً بل أعاد بنائه مرة آخرى فهو لم يهزم على ملعبه مُنذ ذلك اللقاء ولم يتعادل أيضاً فقد فاز في جميع لقاءاته بدوري أبطال أوروبا ،كيف سيواجه خصمه ؟؟ تصريحات اللاعبين تؤكد على الحماس الكبير الذي بداخلهم وقد تعزز بعد تصريحات أنشيلوتي بأنه يريد اللقب فقط .
البايرن بدأ مع أنشيلوتي بشكل تصاعدي هذا الموسم حتى وصل خلال الفترات الأخيرة لأداء جيد للغاية لكنه لم يُختبر حتى الآن فهو خسر أكبر مباراتين واجهما أمام بوروسيا دورتموند وأتلتيكو مدريد ،لكن الفوز على آرسنال 10/2 جعل الجميع يصمت قليلاً بسبب خبرات المدرب الإيطالي في مباريات الذهاب والأياب في دوري الأبطال .
أنشيلوتي مع البايرن جعل الأداء أكثر بساطة معتمداً على قدرات اللاعبين الرائعة مع إعادة روبين وريبيري إلى تألقهما فقد ساعده ذلك كثيراً في وجود ليفاندوفيسكي بالإضافة إلى عازف القيثاره ألكانتارا بجانبه المحارب فيدال ،أسلحة الفريق البافاري كثيرة وقوية فهذا ما يعتمد عليه الداهية الإيطالي وهو تنوع اللعب فهذا ما يجعل الخصم متشتت بشكل كبير طوال المباراة .
لم نعد الآن أمام مباراة عادية في كرة القدم لكننا أمام مباراة شطرنج بين الأب الخبير والأبن الذي تعلم من التكنولوجيا الحديثة ..الكل لديه تركيز عالي ،كيف ستكون المواجهة .
الاخبار