هاي كورة – تتعدد المدارس الكروية في أوروبا ويتعدد معها فلسفة كل مدرب ثم يتقابل الجميع ويتعلمون دروس مختلفة فيذكر المُعلقين أن هذا النادي يتبع مدرسة كذا وأن هذا المدرب يتبني فلسفة هذا النادي دون الوصول إلى أصل كل ذلك .
اليوم أوقعت قرعة دوري أبطال أوروبا أصل المدارس الكروية بين مدرسة الدفاع والتنظيم “يوفنتوس” ومدرسة الكرة الشاملة هجومياً “برشلونة” فلنذهب معهم في درس سيجلس فيه كل المدربين ومعهم أقلامهم ودفاترهم لتسجيل أصل الحكاية الكروية .
في هذا التقرير نستعرض معكم نقاط سريعة حول كلا الفريقين قبل مواجهة 11 أبريل القادم .
مازال نادي برشلونة مُنتشي بشكل كبير بعد فوزه الأسطوري أمام باريس سان جيرمان بسداسية لتعيد له الحلم في البقاء بدوري أبطال أوروبا ويكتب لاعبوه فصل جديد في فصول التاريخ الكروي في العودة في نتيجة مباراة الذهاب التي إنتهت 4/0 .
النادي الكتالوني يمتلك هجوم قوي جداً ممثل في سواريز وميسي ونيمار حيثُ سجل الفريق 26 هدف حتى الآن في دوري الأبطال ،أكثر ما يزعج عشاق النادي الإسباني هو تذبذب أداء الفريق على مستوى خط الوسط والدفاع فهما أكثر نقاط الضعف المتواجده بالفريق .
إنريكي مازال مُتخبط كثيراً في إيجاد حل لسد الثغرات فما بين طريقة 3/4/3 أو 4/1/2/3 مازال برشلونة يُعاني لكن أهم لاعب تتوقف عليه طريقة اللعب هو بوسكيتس الذي يُقدم واحدة من أسوء مواسمه على الإطلاق بالإضافة إلى ظهور البرتغالي أندريه جوميز بشكل غير جيد إطلاقاً بمستوى برشلونة ، أكثر ما يجعل المباراة صعبة هي أن بطل الدوري الإسباني سيلاقي أفضل فريق مُنظم في كافة الخطوط بدوري الأبطال .
أما يوفنتوس فدائماً يصنع الحلوى بشكل أكثر من رائع وعندما يحاول تقديمها يسقط كل شئ أمام الجميع ،هذا ما يحدث دائماً للسيدة العجوز فإذا ضربنا المثل البسيط: نعود بالذاكرة للموسم الماضي عندما تقدم على بايرن في الأليانز آرينا وإقترب من الصعود فجاء أليجري بخطأ بسيط في التغييرات جعل المباراة سهلة للفريق البافاري الذي فاز بالنهاية برباعية ،فلنترك هذه الذكرى الحزينة لجمهور اليوفي ونذهب لنهائي دوري الأبطال 2015 عندما خسر الفريق أمام برشلونة رغم تقديمه عرض جيد للغاية فتفاصيل المباراة لا يستحق يوفي الهزيمة بها بنتيجة 3/1 .
إذن أصبح السؤال المتداول هل تعلموا من الدرس ؟؟ ،بالتأكيد فهم حالياً أصبحوا متكاملين بشكل ممتاز للغاية على مستوى الخطوط الثلاثة بخبرات رائعة لن يؤثر عليها أي غيابات ،فريق اليوفي هو الأكثر ثباتاً بين ثمانية فريق بدوري الأبطال وهنا يعني الحديث عن طرق اللعب وتفاهم اللاعبين وليس النتائج فقد خسر بالكالشيو أربع لقاءات .
أليجري يعتمد بشكل كبير في خطته على التأمين الدفاعي فأساس مدرسة اليوفي “الهجوم يجلب بعض المباريات ،أما الدفاع يجلب البطولات” لذلك خطته تقوم على ثلاثة مدافعين وأحياناً يصبحوا أربعة عندما يكون هناك حالة دفاعية يتميز نجمهم بونوتشي ببناء رائع للهجمات ،بالإضافة إلى سرعات ديبالا وخبرات هجوايين الهجومية ،أما كلمة السر فسوف تكون ظهيري الملعب داني ألفيس وساندرو في ظل الإندفاع الهجومي المتوقع من جانب برشلونة .
لم تنتهي الحكاية هنا ،فهي مازالت في بداية سطورها خلال الفترات القادمة ستتغير كثير من المُعطيات لكلا الفريقين وتصبح ليلة المباراة هي الهدؤء الذي يسبق العاصفة لدى اللاعبين بينما تكون دقات القلب المتسارعة في إنتظار صافرة الحكم لدى الجماهير .