هاي كورة_ حقق جائزة أفضل مدرب في العالم في يناير، صرح بأنه قد يبدأ مسيرته من الأن، بعد شهر من تتويجه بالذهب يتم إقالته، كلاوديو رانيري كبش الفداء لما يحدث لفريق ليستر سيتي.
في قرار عجيب من إدارة ليستر سيتي الإنجليزي، تم إقالة المدرب الإيطالي، كلاوديو رانيري، بسبب تراجع الفريق للمركز السابع عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو المركز الذي جاء من أجله كلاوديو في صيف 2015، من أجله فقط وليس أكثر من ذلك.
فوز يعقبه فوز، إنتصار للفريق وسقوط للأخري، جعل من كلاوديو رانيري على بعد خطوات من معانقة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يكن يصدق ذلك، وأيضاً إدارة الثعالب، لقد جاء من أجل المركز الخامس عشر، كيف يفعل ذلك؟.
عانق ليستر سيتي الذهب، في معجزة القرن كما وصفها البعض، الشهور الأولى من العام الماضي حتى مايو، كانت عيد بالنسبة لليستر، أجواء مثالية في المدينة، تعاطف غالبية مشجعي كرة القدم مع الفريق الإنجليزي، والقيدوم الإيطالي الذي عاندته كرة القدم كثيراً من قبل.
توج ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، رفض رانيري الرحيل رغم عروض مقدمة من منتخب إيطاليا وأندية إيطالية، ومبالغ خيالية من الصين، لكن كلاوديو فضل البقاء، فضل أن يستمر في المغامرة، وتأهل ليستر كأول فريق من دور المجموعات بدوري الأبطال للدور الثاني، ولم يستقبل أي هدف خلال أول أربع مباريات، وفاز فيهم جميعاً.
توج كلاوديو بجائزة أفضل مدرب في العالم، متفوقاً على أبطال أوروبا زين الدين زيدان، وفيرناندو سانتوس، نظراً لقيمة الإنجاز الذي حققه، مما جعل منافسيه يؤكدون جدارته بالجائزة، ليصرح كلاوديو “يمكنني الأن أن أقول بأنني سأبدأ مسيرتي وأنا في عمر 65”.
شهر واحد بعد تتويجه بالجائزة، يعلن نادي ليستر سيتي، إقالة رانيري، بعد يوم من خسارته أمام إشبيلية في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، على ملعب رامون سانشيز بيزخوان، وتحقيقه نتيجة إلا حد ما جيدة، حيث كان على بعد هدف واحد فقط من التأهل.
رانيري كان كبش فداء لما يحدث في ليستر سيتي هذا الموسم، بعيداً عن نكرانهم للجميل والموقف المخذي الذي فعله النادي الإنجليزي، ولكن كل العوامل كانت ضد كلاوديو هذا الموسم.
التدعيمات الصيفية
دعم ليستر سيتي هجومه بالثنائي أحمد موسى وإسلام سليماني، رغم أن النادي الإنجليزي لم يرحل عنه أي لاعب على مستوى الهجوم، وأنفق الأموال في مراكز لا تحتاج تدعيم.
رحل نجولو كانتي أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم الموسم الماضي، وأنتقل إلى تشيلسي، ولكن الفريق الإنجليزي لم يعوضه بلاعب يستطيع أن يقوم بنفس الأدوار الذي كان يقوم بها القاطرة البشرية الفرنسي، بالإضافة لعدم التعاقد مع مدافع قوي، في ظل تقدم ويس مورجان وهوث في العمر، وظهورهم بمستوى متراجع منذ بداية الموسم.
لذلك، كانت التدعيمات ليست على المستوى المطلوب، وأولوية الشراء لم تكن من مخططات إدارة الفوكسس، وهنا يظهر دور صائد النجوم “ستيف والش”.
إكتشافات ستيف والش
بمجرد توقيعه على عقد مع إيفرتون، طلب المدير الفني الهولندي رونالد كومان، التعاقد مع ستيف والش “ملك التعاقدات” كما وصفه، من فريق ليستر سيتي.
قدم إيفرتون 2 مليون جنية إسترليني لليستر، ووافق الأخير على الفور، ليرحل والش الذي إكتشف أبطال الموسم الماضي “جيمي فاردي ونجولو كانتي، ورياض محرز وكريستيان فوكس”، والعديد من نجوم الثعالب الذين ساهموا في صناعة الحلم.
والش كان قد أكد بأن رونالد كومان أراد التعاقد معه أثناء فترة تواجده في ساوثهامتون، ولكن وصول كلاوديو رانيري منع رحيل صائد النجوم، وأكد على أن دوره في الفريق مهم للغاية، وبالفعل ظهر ذلك في نجولو كانتي تحديداً، الذي إنضم للفريق في صيف 2015، وكان من أهم أسباب تألق الثعالب.
عودة المنافسة
عادت المنافسة على الدوري الإنجليزي الممتاز بين الكبار، الذين غابوا عن مستواهم في الموسم الماضي، مما ساعد ليستر سيتي من المنافسة على اللقب، ولكن هذا الموسم نجد أن من المركز الثاني للسادس، كل أسبوع يختلف الترتيب.
ليستر سيتي لم يدعم مثلما دعمت الأندية الكبرى صفوفها، بالإضافة لوصول اللاعبين إلى مرحلة من التشبع، فالوصول للقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والشهرة والمجد الذي حصل عليه كل لاعب في ليستر، يجعله يشهر بالتشبع وعدم الرغبة في فعل شئ أكثر، بعدما أعطوا أكثر من ضعف ما عندهم الموسم الماضي.
إنشغال النجوم
بعد نهاية الموسم، إنتشرت تقارير ربطت المهاجم جيمي فاردي بالإنتقال إلى آرسنال الإنجليزي، قبل بطولة اليورو، وكانت الصفقة قريبة للغاية، ورانيري بنفسه أكد أن هناك إتفاق، ولكن في النهاية لم ينتقل اللاعب وتوقفت الصفقة في أخر لحظة.
ظهر فاردي مع ليستر من بداية الموسم وهو في حالة توهان، وتفكيرة خارج الملعب أكثر من الداخل، مما أثر بشكل كبير على مستواه، بعدما كان ثاني هدافي البطولة الموسم الماضي بعد هاري كين، حاله حال زميله الجزائري رياض محرز، الذي هو الأخر كان يفكر كثيراً في العروض المقدمة من الأندية الكبرى في أوروبا.
رانيري كان كبش فداء لما يحدث في ليستر سيتي، لم يكن السبب الرئيسي فيما حدث، لقد تعاقد معهم والمطلوب منه أن يحتل المركز الخامس عشر أو حتى السابع عشر، وعدم الهبوط للدرجة الثانية، وتركهم في المركز الذين تعاقدوا معه من أجله