هاي كورة _ ليلة تاريخية في حديقة الأمراء، يوم عيد الحب، وفي مدينة الحب، سقط برشلونة برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان، في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
هزيمة قاسية لبرشلونة خارج ملعبه، تصعب مأمورية الفريق في لقاء العودة على ملعب كامب نو، تجعل المهمة أقرب للمستحيل، ولكن لا يوجد في كرة القدم هذه الكلمة.
مباراة أخطأ فيها لويس إنريكي، وقد تكون مسمار جديد في نعشه، وتهدد مستقبله مع الفريق الكتالوني، بعد الهزائم التي تلقاها الفريق هذا الموسم في المباريات الكبيرة، وعدم إظهار أي رد فعل.
مباراة أثبت من خلالها أوناي إيمري أنه مدرب كبير، يمتلك شخصية كبيرة، بإمكانه أن يناطح الكبار، بعدما تولى تدريب فريق طموحه هو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
علامات إستفهام على التشكيل
إضطر لويس إنريكي بالدفع بسيرجي روبيرتو في مركز الظهير الأيمن بعد إصابة أليكس فيدال، ولكن علامة الإستفهام كانت في مشاركة أندريا جوميز في وسط ملعب البلوجرانا، رغم جاهزية راكيتيتش، وعودة رافينيا ألكانتارا من الإصابة.
جوميز كان نقطة ضعف واضحة في وسط ملعب برشلونة، إنييستا بحكم السن واللياقة البدنية، لا يستطيع الركض كثيراً، فكان من المفترض أن يقوم أندريا بذلك ومساعدة سيرجي بوسكيتس، في مواجهة ثلاثي باريس، أدريان رابيو وفيراتي وماتويدي.
في كرة الهدف الثالث لباريس عن طريق دي ماريا، إستلم الأرجنتيني الكرة، وظهر أندريا جوميز يتراجع ولا يضغط على أنخيل، تراجع مبالغ فيه جعل دي ماريا أمامه زاوية الرؤية أفضل، ليسدد بقوة على يمين تيرشتيجن.
دخول راكيتيتش وألكانتارا، لم يضيف كثيراً، بعدما إنهار برشلونة وأصبح باريس سان جيرمان متفوق نفسياً ومعنوياً وفنياً، ونتيجة المباراة على شاشات الملعب، تصدر الإحباط للاعبي البرسا، الذين وجدوا ليونيل في حال لا يحسد عليه.
غياب الـMSN
غاب الثلاثي ميسي وسواريز ونيمار، عن مناطق الخطورة لباريس سان جيرمان، فكانت الكماشة التي قام بها إيمري، متفوقه بإكتساح عليهم، وهو ما ظهر على ليونيل ميسي الذي لم يلمس الكرة داخل منطقة باريس طوال المباراة.
سواريز كان مختفي تماماً، في ظل الرقابة الكبيرة من الثنائي، كمبيمبي وماركينيوس، وإنعدام الدعم من ميسي أو نيمار، في ظل الضغط الكبير من طرفي الملعب، كورازاوا ومنيير بمساعدة ماتويدي و رابيو.
تفوق إيمري على إنريكي كان في هذه النقطة تحديداً، والتي مكنته من التفوق بالكامل في باقي أحداث المباراة، لأن قوة مدرب البرسا، تكمن في الثلاثي الأخطر في العالم، وإيقافهم يعتبر هو شل حركة الفريق الإسباني، وعدم وجود أي حلول، خاصةً وأن لويس ليس من المدربين الذين يمتلكون خطة بديلة أثناء المباريات الكبيرة.
تغييرات إيمري
أول تغيير للمدرب الفرنسي، كان أنخيل دي ماريا نجم المباراة الأول، في الدقيقة 61، ودخل بدلاً منه لوكاس مورا، التغيير كان تنشيطي بعد المجهود البدني الكبير الذي بذله اللاعب الأرجنتيني، وبعد دخول لوكاس مورا، كان هُناك مساعدة دفاعيه منه للظهير كورازاوا.
ثاني التغييرات كانت نكونكو، بعدما دخل اللاعب بدلاً من ماركو فيراتي، وأضاف النشاط والحيوية لوسط الملعب، وكان قاطع للكرات ممتاز، ولم يمكن ليونيل ميسي من إستلام الكرة على حدود منطقة جزاء باريس، بجانب المساندة من رابيو، أحد نجوم المباراة.
طوال المباراة، كان لاعبي برشلونة يغيب عنهم التركيز، والنجاعة الهجومية، حتى الكرة الوحيدة التي وصل بها الفريق من هجمة منظمة، أضاعها أندريا جوميز الذي مازال لم يقنع عشاق البرسا، منذ إنضمامه في الصيف من فالنسيا.
إيمري قدم مباراة مثالية، دفاعياً وهجومياً كان الأفضل، الخروج بشباك نظيفة والتسجيل في برشلونة رباعية، لا يحدث إلا من مدرب كبير، مدرب يعرف جيداً كيف يفسد أسلحة خصومه، ويتفوق بالسهل الممتنع.