هاي كورة – قبل أن ترسموا أحلامكم على الجدران أعلموا أن لا أحد يهتم بها ،فالجماهير لا تهتم إلا بما حققتموه والتاريخ لا يتذكر إلا البطولات ،فلا أحد يهتم بألمك أو نظراتك أو أفكارك ،الجميع يهتم بما تقدمه في الملعب لكي تُحقق ذلك عليك ألا تتخلى عن أحلامك ،لأنك عندما تتخلى عن أحلامك تموت وأنتم مازلتم على قيد الحياة .
تعلمون الآن ما هو حلمكم الحقيقي أنه “بطولة أمم إفريقيا”
بهذه الكلمات التخيلية إستعد جميع لاعبي المنتخبات العربية وهم حاملون لآمال جماهيرهم متجهين في رحلة شاقة إلى أرض النمور الأفريقية “الجابون” من أجل خوض منافسة صعبة مع كبار إفريقيا ،لايهتم فيها أحد للمشاركة المشرفة ،فإما المنافسة أو العودة للديار مرة آخرى .
تُرسم الآن لوحة فنية في عيون كل قارئ حيثُ يطلق فيها العنان للسماء فتجد نسور قرطاج يُحلقون عالياً بمفردهم فهي ساحتهم التي يجيدون التحليق فيها فتشرد بذهنك معهم كيف هم صامدون أمام تعثر أحلامهم دائماً ولا يكف ذهنك عن التفكير عندما ترى أن صقور الجديان قادمه من جنوب نهر النيل تأبى الإستسلام فهي تعلمت ذلك من محاربي الصحراء الذين حذفوا كلمة اليأس من معاني قواميسهم ولابد أن تعلم أن لشمال إفريقيا ملك حتى وإن كان غائباً فأسود أطلس عائدون من جديد أمام مُحيطهم وإن كان للعرب في إفريقيا مُحيط فهم يمتلكون نهراً أيضاً عليه تجد الفراعنة يُروضون إفريقيا جميعها فتذكر قبل أن تنسى أن للمُحارب إستراحة يعود بعدها فنحن بإنتظار فرسان المتوسط “أحفاد عُمر المختار” .
فصل جديد نبدأ في كتابته الآن عن الديربيات العربية في بطولات الأدغال الإفريقية ،ولكن قبل أن نبدأ الحكاية بتفاصيلها علينا أن نعلم تاريخها وألقابها .
ألقاب المنتخبات العربية “نشأتها”
1- لقب المنتخب المغربي “أسود أطلس” فهو عائد إلى الأسد الأطلسي الذي كان يقطن جبال أطلس في المغرب في القرن العشرين .
2- لقب المنتخب التونسي “نسور قرطاج” عائد إلى أن قرطاج هي مهد الحضارة التونسية وعاصمة الدول القديمة في العصر الفينيقي أما النسر فهو عائد إلى السرعة التي يتميز بها المنتخب التونسي .
3- لقب المنتخب المصري “الفراعنة” نسبة إلى أجداد المصريين وهم الفراعنة حيثُ أقدم حضارة تاريخية قديمة عرفتها إفريقيا كلها فقد سبقوا الجميع في كل العلوم ومازالت آثرهم متواجده حتى الآن والمنتخب المصري يسبق الجميع في عدد ألقاب إفريقيا فهو متربع على العرش بسبعة ألقاب .
4- لقب المنتخب الجزائري “محاربي الصحراء” إشارة إلى روحهم القتالية التي ورثوها عن أجدادهم الذين حاربوا الإحتلال الفرنسي حتى نالوا الإستقلال .
5- لقب المنتخب السوداني “صقور الجديان” هو أحد أهم الرموز في السودان وذلك لأنه صقر نادر للغاية ويُمنع صيده هناك .
6- لقب المنتخب الليبي “أحفاد عمر المختار” وذلك لأنه ليس شخصية تاريخية فحسب لكنه رمز لمعنى الصمود فالجميع هناك يفتخر بكونه من بلاد المختار .
الديربيات العربية في بطولات أمم إفريقيا
دائماً ما تتميز الديربيات العربية في شمال إفريقيا بالمنافسة والحساسية الشديدة بين جماهيرها وذلك لتعصب كل منها إلى دولته ولكن يبقى رباط الأخوة متواجد بين الجميع ،ومن الصعب أبداً تكهن النتائج مهما كانت المستويات حيثُ أن الشئ الوحيد الذي يُمكن التأكيد والجزم عليه هو أن المتعة حاضرة دائماً .
تواجهت الفرق العربية في 33 مباراة حتى الآن في “أمم إفريقيا” منها 22 لقاء أنتهى بالفوز ونال الفراعنة النصيب الأكبر في المواجهات برصيد 18 مباراة ويأتي بعده أسود أطلسي برصيد 17 مباراة ثم محاربي الصحراء في 12 مباراة بالإضافة إلى نسور قرطاج 8 مباريات وصقور الجديان 7 مباريات وأخيراً أحفاد عمر المختار 3 مباريات .
أقدم ديربي بين هذه الديربيات يجمع بين المنتخب المصري والمنتخب السوداني ،بينما كان هناك ديربي واحد في التاريخ حيثُ تواجه فيه الفريقان بالنهائي جمع بين المنتخب التونسي والمنتخب المغربي في نهائي بطولة أمم إفريقيا عام 2004 في تونس .
بينما من الأحداث النادرة في بطولات إفريقيا هي وجود ثلاث مباريات لفرق عربية في بطولة واحدة حيثُ تكررت أعوام 1980 ثم 2004 وأخيراً عام 2006 ،أما في بطولة الجابون 2017 فقد حدثت مواجهتين فقط في البطولة بين منتخب تونس والجزائر حيثُ فازت نسور قرطاج بنتيجة 2/1 بينما سيقابل المنتخب المصري نظيره المغربي في دور الثمانية .
على ذكر مباراة المغرب ومصر فهناك أكبر نتيجة حدثت في تاريخ الديربيات قد جمعت المنتخبين حيثُ إنتهى اللقاء بنتيجة 4/2 بالإضافة إلى فوز مصر على الجزائر في بطولة 2010 بنتيجة 4/0
الاخبار