هاي كورة – لا يمكن الحديث عن تنظيم البطولات دون التطرق الى العامل الاقتصادي، ليس فقط لمعرفة الأرقام والحسابات، وانـما تَعَدّ الأمر الى أبعد من ذلك بكثير. ولنأخد فرنسا التي تستضيف حاليا بطولة أوروبا مثالا للتأثير الاقتصادي على البلاد. ففرنسا الى جانب مكانتها الكبيرة في السياحة العالمية، وفرّت هذه البطولة لها منفدا لتعزيز الابتكار والمهارات في عدد من القطاعات العامة الكبرى. النقل والبيئة والبناء والرياضة والمجال الرقمي والصحة.
وبحسب مركز الحقوق والاقتصاد في المجال الرياضي، فان قياس التأثير الاقتصادي المتوقع للبطولة في عشر مدن مضيفة قُدِرَ بمليار و266 مليون يورو. 800 مليون يورو حجم المصروفات التي سينفقها الزائرون في الملاعب والمناطق المخصصة للمشجعين على مدى 31 يوما. ويقول لوران دوك رئيس نقابة الفنادق في فرنسا ”من الناحية النفسية، اليورو ستكون له تداعيات ايجابية تعزز وحدة الشعب الفرنسي والشعوب الأوروبية، خاصة بعد صدمة خروج بريطانيا. سيشعر الناس بأن مزاجهم تحسن وسيزداد استهلاكهم، وكل ذلك سيكون ايجابيا على الاقتصاد الفرنسي”.
الحال اختلف قليلا مع قطاع الفنادق، ورغم وجود مليونين ونصف مليون متفرج في فرنسا، منهم مليون ونصف مليون زائر أجنبي مضافا اليهم الرياضيون والشخصيات الرسمية والاعلاميون والشركاء، فقد تأثر القطاع قليلا. ومع ذلك يمكن تصنيف فرنسا من الدول الرابحة عند تنظيم البطولات على عكس البعض الأخر. ففرنسا لم تستثمر الكثير في المنشآت الرياضية لأنها كانت أصلا موجودة، وما قامت به هو فقط توسيع نسيج تلك المنشآت، بحيث استثمرت اجمالا ملياري يورو، وتتوقع مداخيل مماثلة. والمكسب الكبير هو أن هذه المنشآت ستحتضن لاحقـا تظاهرات رياضية كبيرة.