هاي كورة _ أصبح أنتونيو كونتي مدرب منتخب إيطاليا في حيرة من أمره قبل مواجهة ألمانيا في ربع نهائي يورو 2016، بعد الغيابات المؤثرة في الفريق الإيطالي.
قبل البطولة لم ينضم ثنائي الوسط فيراتي وماركيزيو لقائمة منتخب إيطاليا بسبب الإصابة، وبعد الإعتماد على دي روسي في وسط الملعب وعلى الطرف الأيمن أنتونيو كاندريفا، أصيب الثنائي خلال المباريات الماضية ومن الصعب لحاق أحدهم بمباراة ألمانيا، بالإضافة لغياب تياجو موتا لاعب الوسط بديل دي روسي للإيقاف.
لن يجد كونتي أمامه إلا ستورارو لاعب وسط يوفنتوس لتعويض غياب دي روسي مع وجود بارولو كلاعب وسط دفاعي، وتعويض كاندريفا سيكون من خلال الدفع بلاعب روما اليساندر فلورينزي أو ماتيو دارميان.
حالياً أنتونيو كونتي أمام إختبار صعب للغايه في مواجهة منتخب دائماً ما يكون المرشح للقب، والحديث عن العفدة الإيطالية في المباريات الرسمية لن يجدي نفعاً في حالة عدم وجود عناصر قوية تقود منتخب إيطاليا لإستمرار تلك العقدة، ولكن دائماً ما كانت إيطاليا تجبر الجميع على إحترامها حينما تفوز برغم الصعوبات.
المنتخب الإيطالي الذي رشح الكثيرون خروجه من الدور الأول بسبب القائمة التي تخلو من المواهب والنجوم، لكن بصلابة دفاعه والروح الإنتصارية المعتادة من لاسكوادرا زورا إستطاع التأهل كأول المجموعة وأطاح بحامل اللقب منتخب أسبانيا، ولكن قبل مباراة ألمانيا على أنتونيو كونتي أن يقوم ببعض الأشياء المهمة التي قد تقوده لتحقيق الإنجاز ..
1- مشاهدة مباراة يوفنتوس وبايرن في أليانز أرينا
في مارس الماضي كان يوفنتوس فريق أنتونيو كونتي السابق، يواجه نفس المأزق أمام بايرن ميونخ الألماني، غاب عن يوفنتوس في الدفاع جورجيو كيليني وفي الوسط كلاوديو ماركيزيو وفي الهجوم باولو ديبالا، فغياب لاعب عن كل مركز كان هو الصداع الذي شغل أليجري مدرب يوفنتوس قبل المباراة ليجد التشكيل المناسب في النهاية.
يوفنتوس قدم أحد أفضل مبارياته متسلحاً بصلابة الدفاع والروح العالية للاعبيه التي تمثل 80% من شخصية وقوة إيطاليا، تقدم بهدفين في الشوط الأول وكادت النتيجة تكون أكبر لولا الأخطاء التحكيمية وتألق مانويل نوير، وفي الشوط الثاني تعادل بايرن في الربع ساعة الأخيرة ليحتكم الفريقين إلى الوقت الإضافي بعد التعادل 4-4 بنتيجة المبارتين، وفي النهاية يفوز بايرن في الوقت الإضافي.
كونتي عليه أن يشاهد هذه المباراة وعليه أن يتعلم من الأخطاء التي وقع فيها يوفنتوس ومدربه، بدايةً بإهدار الفرص في الشوط الأول ومطالبة لاعبيه بالتركيز في إنهاء الفرصة التي تُتاح لهم بهدف حتى لا تتصعب الأمور، بالإضافة للتغييرات وتجهيزه للاعبين بالكامل، ففي مباراة يوفنتوس بدلاء أليجري خذلوه لعدم جاهزيتهم بسبب دفعه باللاعبين الأساسيين بالكامل من بداية المباراة لتعويض الغيابات، مما رجح كافة بايرن ميونخ في النهاية بفضل تغييرات جوارديولا.
2- الحديث مع رباعي يوفنتوس
ربما تكون الظروف مشابهة لوجود لاعبين في إيطاليا شاركوا في هذه المباراة مع يوفنتوس وكذلك في ألمانيا مع بايرن ميونخ ويوفنتوس، ويجب على كونتي أن يتحدث مع ثلاثي الدفاع بارزلي وكيليني وبونوتشي وعلى رأسهم القائد جيجي بوفون، الذان يمثلان قوة منتخب إيطاليا والذي سيعتمد عليهم انتونيو بشكل كبير في الملعب أمام منتخب ألمانيا وإعطاء الثقة لباقي أفراد الفريق بوجودهم.
صلابة هذا الرباعي وتركيزه طوال المباراة سيعطي الأفضلية لمنتخب إيطاليا كما حدث أمام بلجيكا وأسبانيا، كلاً منهم لديه صفات القائد واللاعب الكبير الذي مر بمباريات أصعب من هذه، فلابد أن يوضح لهم كونتي أن وجودهم داخل الملعب له نفس قيمة وجود كونتي على خط الملعب طوال اللقاء من حيث إعطاء اللاعبين التعليمات وتحفيزهم طوال المباراة.
بالإضافة لذلك، فإن هذا الرباعي هو الوحيد المتبقي من الفريق الذي فاز على ألمانيا بهدفين نظيفين منذ 4 أعوام في يورو 2012، في الوقت الذي كان الكل يراهن أيضاً على فوز ألمانيا التي كانت مرشحه للقب أكثر من أي وقت مضى ولكن عزيمة الطليان كانت بالمرصاد كالعادة.
3- الحديث مع ستورارو
في غياب دي روسي سيكون أمام كونتي الإعتماد على ستورارو في وسط الملعب وعودة بارولو كلاعب وسط دفاعي، ويبدو أن كونتي لديه ثقة كبيرة بستورارو حيث فضله على جورجينيو لاعب وسط نابولي البرازيلي الذي تم تجنيسه ولكن في النهاية كونتي فضل ستورارو.
في المباريات الكبيرة مثل هذه ستورارو لديه رصيد جيد، بالرغم من أن هذا اللاعب لم يبلغ الـ23 عام إلا إنه وجد نفسه مبكراً يخوض مباريات كبيرة وصعبه توالياً.
إنضم ستورارو ليوفنتوس في يناير 2015 وقبل مباراة ريال مدريد حامل اللقب في إبريل من هذا العام فاجئ أليجري الجميع بإقحام ستورارو في مباراة بحجم نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وكانت المباراة الأولى له في تاريخه بالبطولة وذلك لتعويض غياب بول بوجبا المصاب، ولكن بالرغم من كل هذا قدم ستورارو مباراة كبيرة كانت بمثابة شهادة ميلاد له مع يوفنتوس، وأنقذ هدف محقق لريال مدريد من أمام خاميس رودريجيز في بفدائية كبيرة.
كذلك في مباراة بايرن ميونخ في ذهاب ثمن النهائي الموسم المنصرم، دخل ستورارو بديلاً لسامي خضيرة المُجهد حينها، النتيجة كانت تأخر يوفنتوس بهدفين لهدف على ملعبه ولكن ستورارو دخل بدون ضغوطات سجل هدف التعادل للسيدة العجوز.
لذلك على أنتونيو كونتي الحديث مع ستورارو وتحفيز اللاعب قبل هذا اللقاء المصيري، خاصةً وأنه سيعتمد عليه في مواجهة أحد أفضل لاعبي الوسط في أوروبا بوجود توني كروس وسامي خضيرة.