هاى كورة_ هناك نجوم عندما تفكر فى الكتابة عنهم او قراءة سيرتهم الذاتية تشعر بأن هناك رجفة ورعشة تنتابك ولا تعرف السر وراء ذلك هل لأن القلم والعين لايصدقان أن هذه القصة التى أمامنا قصة لشخص عادى مثلنا أم لعظمة ماقدموه هؤلاء النجوم فى عالم كرة القدم ومن أبرع ماقدمت كرة القدم هو الإسطورة الإيطالية باولو مالدينى الذى إحتفى به عشاق كرة القدم خير إحتفاء بعيد ميلاده الثامن والأربعين.
الحكايات كثيرة عن باولو وربما لن يتسع الأفق الضيق عن الحديث عنها وربما قد تخوننا الذكريات ومن المؤكد إن الكلمات التى سنختارها للحديث عنه لن تكون كافية فى وصف أبرع مدافع جاء فى تاريخ كرة القدم وسوف نحاول نتعمق أكثر فى البعد الإنسانى للعملاق باولو مالدينى.
باولو من مواليد الثامن والعشرين من يونيو 1968 ووالده الإسطورة شيزارى مالدينى ووالدته السيدة ماريا لويسا وكان مثله مثل أى طفل لديه والد عظيم مثل شيزارى يرفض أن ينضم للميلان أو لأى فريق آخر بإسم والده وبدايته كانت غريبة ففى العاشرة من عمره طلب من والده أن ينضم لفريق أطفال الميلان وتهكم شيزارى فى البداية على رغبة الطفل.
باولو إنضم بالفعل للميلان وتنساه شيزارى ولم يساعده أبدا بل حاول على قدر الغمكان أن لايعرف الكثيرون من مدربيه أن والده هو إسطورة الميلان وبعد فترة أبهر باولو الصغير الجميع وتعجب الجميع بأنه إبن شيزارى وتم إستدعاء والده الذى لأول مرة يراه فى التدريبات بعدها بعام كامل وحينها قال جملته التاريخية لقد أبهرنى باولو إنه يتمتع بمقومات فريدة ويجيد اللعب بالقدم اليسرى وأتوقع أن يكون بطلا كبيرا .
باولو حينها بدأ بالفعل طريق التألق وبدأ يتعلم أساسيات كرة القدم فى الميلان على الرغم من إن الفريق عانى بشدة فى بداية الثمانينيات من الهبوط ثم اللعب بين كبار إيطاليا وجاءته فرصة العمر يوم العشرين من يناير 1985 عندما تعرض المدافع المخضرم سيرجو باتستينتى للإصابة فقام مدرب الميلان وقتها ولاعبه الإسطورى ليدهولم بالإستعانة بباولو الذى كان عمره وقتها 16 عاما وستة أشهر و25 يوما مثله مثل دونا روما حارس الميلان وقتها.
منذ هذه اللحظة بدأ بزوغ إسم باولو ولكن لم يكن العملاق وقتها فى ظل حضرة أساطير اللعبة مثل باريزى وكوستاكورتا ودونادونى ولكنه بدأ يلمع شيئا فشيئا خصوصا مع إعلان سيلفيو بيرلسكونى ماكل قنوات الراى شرائه للميلان وقيامه خلال سنتيم بإبرام التعاقد مع المدرب أريجو ساكى الذى طور قدرات باولو كثيرا مع كتيبة من النجوم مثل ريكارد وخوليت وماركو فان باستن.
مالدينى مع اريجو ساكى ومن بعده خليفته فابيو كابيلو أصبح من أفضل المدافعين الشبان وحقق ثلاثة دورى أبطال اوروبا وإنضم لمنتخب إيطاليا فى كأسين العالم 1990 و1994 وشكل مثلث دفاعى رهيب بحضرة باريزى وكوستاكورتا فى الميلان والمنتخب ومرت السنوات وإعتزل نجوم وجاءت نجوم فى الميلان وظل مالدينى شريكا وحجرا أساسيا فى الفريق حتى أعلن إعتزاله يوم 31 مايو 2009.
قيمة وعبقرية مالدينى إنه كان فى البداية ظهيرا أيسر حتى عام 2000 وبعدها مع كبر سنة وظهور نجوم كبار بقيمة زامبروتا فى منتخب إيطاليا بدأ شيئا فشيئا فى تطويع مهاراته فى اللعب فى مركز قلب الدفاع وكما كان مبهرا فى مركز الظهير الأيسر أصبح أكثر إبهارا فى مركز قلب الدفاع وربما تحضرنا بعض الكلمات الخاضة التى قيلت فى حق القائد ولاويجد أجمل من كلمات كاكا الذى قال إنه كان يحب تسجيل الاهداف لأنه يسعد كثيرا بإقتراب مالدينى منه ليحتضنه ويحييه والغريب إن باولو الصغير كان من عشاق اليوفنتوس وهو صغير ولكن شيزارى مالدينى جعله على الفور محبا للميلان ومن هيام باولو بالروسونيرو وبوالده إنه جاءه عرض مالى كبير وضخم فى بداية مسيرته الكروية من الإنتر ولكنه رفض بأدب حينها وقال إنه لايريد أن يفعل شيء يكسر به قلب والده وقلب عشاق الميلان.
الميلان قرر أن يسحب الرقم 3 بعد إعتزال باولو تقديرا لمسيرة البطل الذى خاض طوال تاريخه 1028 مباراة مع الميلان ومنتخب إيطاليا وسجل 40 هدفا وحقق 26 لقبا مع الميلان منها خمسة دورى أبطال أوروبا و وسبعة ألقاب للكالشيو قد قال عنه مارادونا من لايعرف مالدينى لايعرف كرة القدم وحتى زيدان أكد بانه فى أولى مباراياته ضد الميلان ذهب للرواق الأيسر للميلان لكى ينفذ وعده لوالدته بأنه سيلعب يوما ما ضد مالدينى.
مالدينى كان سيء الحظ مع المنتخب الإيطالى لانه لم يحقق اى لقب ولكنه ترك مسيرة خالدة فى كئوس العالم وفى اليورو حيث حقق المركز الثاني في كأس العالم 1994 خلف منتخب البرازيل لكرة القدم والثالث في مونديال 1990 و حل في المركز الثاني في كأس أوروبا 2000 خلف منتخب فرنسا لكرة القدم وأعلناعتزاله اللعب دولياً بعد مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان .
مالدينى كان أفضل ثانى لاعب فى العالم 1995 وأفضل لاعب في العالم عام 1994 بحسب مجلة wrld soccer وأفضل لاعب في العالم عام 1993 بحسب صحيفة L’Equipe الفرنسية وضمن تشكيلة القرن المثالية بحسب محلة الفرانس فوتبول.
مالدينى تواجد فى نهائى دورى أبطال اوروبا ثمانية مرات وسجل أسرع هدف في نهائى دوري الأبطال وأكثر من تواجد فى ديربى الغضب بميلانو ب
56 مباراة وقد تم إختياره كسفيرا للنوايا الحسنة وقام بتنظيم حملات لتوعية من الايدز و العنف ضد الاطفال و مساعدة لضحايا تسونامي .