هاى كورة _ إنتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعى العربية البارحة أخبار الإشتباكات السيئة التى لطخت يورو 2016 بين فئات عريضة من مشجعى منتخبى روسيا وإنجلترا وبدأت نبرة غريبة من التبريرات للعنف الذى يسود مجتماعتنا العربية وخصوصا فى مصر والمغرب والجزائر وأكد أصحاب تلك النظرية أن هذا يحدث فى العالم كله ووجوده طبيعى فى الملاعب.
وحتى نفهم طبيعة المشكلة نستعيد معا شريط الأحداث المخجلة التى حدثت فى فرنسا والتى فشل الامن الفرنسى فى التعامل معها فلقد بدأت أحداث العنف فجر الجمعة بين مشجعي إنجلترا ومشجعى روسيا فى عاصمة الجنوب الفرنسية مرسيليا ما دفع عناصر الشرطة الفرنسية للتدخل لفضّ أعمال العنف التي نشبت بين الفريقين وبعدها وقام نحو 250 من الإنجليز بمهاجمة الشرطة الفرنسية ورموا على عناصرها العلب والزجاجات الفارغة ولم تتوقف الإشتباكات حتى قبل ساعات من انطلاق المباراة واستخدم رجاليجب أن نعرف من هم الهوليجانز الشرطة الغازات المسيلة للدموع وهذا أدى لهروب الجماهير فى فوضى عارمة .
ويوجد أنباء حاليا عن وفاة مشجع إنجليزى بسبب تعرضه لضربات من عامود حديدى على رأسه وعلى الفور أعلنت الحكومة الفرنسية إنها لن تسمح بوقوع مثل هذه الأعمال وماحدث ليس جديدا فلقد حدثت هذه الإشتباكات في كأس العام عام 1998 فى مارسيليا من مشجعى منتخب إنجلترا أيضا وقد خرج بيان من الإتحاد الإنجليزى يبدى إستيائه من مشاهد التخريب والفوضى التى حدثت وإعتذر للحكومة الفرنسية.
إذن الإنجليز تعاملوا مع الموقف كأنه عار ونحن العرب تعاملنا مع الموقف بأنه عادى ومثل هذا التصريحات التى خرجت من مواقع التواصل الإجتماعى ماهى إلا سم فى العسل وإعادة لشحن الأجواء من جديد والجميع شاهد تعامل الشرطة بكل حزم وبكل صرامة مع الموتورين ولم يظهر أى صوت أوروبى يتحدث عن حقوق الإنسان ولو حدث هذا فى عالمنا العربى لقامت الدنيا ولم تقعد على الشرطة وإتهموها بالفساد ولايمنع إن هناك فئة من رجال الشرطة تتعامل بالأمور بدون فكر ولكن هذا يحدث فى كل المهن وليست الشرطة فقط.
وقبل أن نغلق القضية يجب أن نعرف من هم الهوليجانز الإنجليز وهى كلمة معناها مشاغبون ومشاكسون ومدمرون وقد إرتكبت هذه الجماعات ماساء للإنجليز فى حقبة السبعينات والثمانينيات وإرتكبوا كل الحماقات وذهبت أرواح جراء تلك الظاهرة السلبية وربما لن ينسى الجميع مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية التى لقبت بالمرأة الحديدية والتى قامت بتشديد إجراءت الأمن حتى إختفت تلك الظاهرة القميئة من المدرجات وبات الدورى الإنجليزى مكانا للمتعة والجمال ولكن للأسف لو لم تنجح الحكومة الفرنسية فى التصدى لهؤلاء المخربين ربما نرى مثل هذه الأحداث مرة أخرى الموسم المقبل فى الدورى الإنجليزى.
ويجب الآن عبر مواقع التواصل الإجتماعى أن تهدأ نبرة التوتر لأننا مقبلون على مباريات مهمة للغاية وتنافس عالى بين الأهلى والزمالك ووفاق سطيف والوداد وكلها فرق جماهيرية ومبارياتها ستكون فى غاية التوتر والتنافسية وأى إثارة للجماهير قد تنبيء بكعواقب وخيمة فى المستقبل.