هاي كورة _ ربما يكون تفوق زيدان وفاز باللقب الأوروبي على حساب سيميوني وفريقه، إلا أن المباراة كانت متوازنة إلى حد كبير بين الفريقين.
شوط المباراة الأول كان مدريدي ملكي 100%، سيطر ريال مدريد على الأخضر واليابس ولكنه لم يستطيع تسجيل سوى هدف واحد عن طريق كرة ثابت ولم يستغل سيطرته على مجريات المباراة بتعزيز الهدف بل وقتل المباراة من شوطها الأول.
تميز زيدان في الشوط الأول بأنه واجه سيميوني بسلاحه، الضغط من منتصف ملعب اتليتكو مدريد وإفتكاك الكرة دائماً بإستخدام “الكماشة” كاسميرو، والخروج من مناطقه بأريحيه تامه عن طريق لوكا مودرتش وتوني كروس، بالإضافة لعودة ثلاثي الهجوم وتقديم أدوار دفاعية حيث كنا نرى رونالدو وبنزيما وبيل على حدود منطقة ريال مدريد، مع اللامركزية في الهجوم والتي اعطت ريال مدريد الأفضلية.
وساعد زيدان على تطبيق الضغط العالي هو ضعف وسط ملعب اتليتكو مدريد على غير العادة، وجود اجوستو فيرنانديز والكرات الخاطئة التي كا يلعبها شكلت ضغط كبير على الأتليتي، والدفاع من وسط ملعبه أعطى ريال مدريد الأريحية في الضعط طوال الشوط الأول، فكان على سيميوني تغيير الأوضاع سريعاً وإستغلال عدم إنهاء ريال مدريد المباراة من البداية.
في الشوط الثاني قام سيميوني بنزول كارسكو بدلاً من أجوستو كتغيير بديهي بعد ما حدث في الشوط الأول، وكرر ما حدث في مباراة بايرن ميونخ بإياب نصف النهائي بعدما كان يلعب بأجوستو وسيطر بايرن على المباراة، ولكن مع بداية الشوط الثاني أدخل كارسكو الذي حرر فريقه وأعطاه الأفضلية.
دخول كارسكو كان بمثابة الحل الأمثل لأتليتكو، لعب البلجيكي على الطرف الآيسر وعاد كوكي كلاعب وسط ثاني بجانب جابي، مع الإحتفاظ بطريقة اللعب 4/4/2 صريحة مع المساعدة الدفاعية من كارسكو وساؤول.
لم يكن يتوقع سيميوني ان تكون بداية الشوط الثاني كما حدث، ركلة جزاء يعطيها الحكم كلاتنبرج لأتليتكو مدريد، تسجيل الهدف في بداية الشوط سيعيد اتليتكو للمباراة بل وسيكون معنوياً افضل، لكن جريزمان أضاع الركلة بعدما إرتطمت بالعارضة، بعد ركلة الجزاء الضائعة جاء منعرج جديد في المباراة بإصابة داني كارفخال ودخول دانيلو بدلاً في مركز الظهير الأيمن.
اللاعب كارسكو يتميز بالمراوغه والسرعة، ودانيلو يعيبه البطئ وفقدان التركيز فكان تغيير إضطراري وضع زيدان في موقع لا يحسد عليه، اتليتكو سيطر ولكن سيطرة سلبية دون خطورة في الشوط الثاني بسبب غلق ريال مدريد المنافذ والوقوف كما يجب في الحالة الدفاعية، دائماً ما كان كاسميرو وراء كل كرة تقطع من اتليتكو مدريد، ولوكا مودرتش كان يعرف جيداً كيف يخرج الكرة من مناطق الملكي وهذا ما فعله في هجمة مرتده لبنزيما في الدقيقة 69 ولكن الفرنسي اضاعها.
زيدان أخطأخطاء جسيم بعد خروج توني كروس الغير مبرر، ليفقد ريال مدريد السيطرة على وسط الملعب والتوازن يختل، كروس خرج في الدقيقة 72 وكان واضح على اللاعب بأنه لا يعاني من إصابة او إجهاد اثناء خروجه، ليدخل إيسكو الذي لا يجيد أدوار توني كروس التي كانت ناجحه طوال الوقت المتواجد فيه الألماني في الملعب.
زيدان أدخل فاسكيز بدلاً من بنزيما في الدقيقة 77 وإستنفذ تبديلاته قبل النهاية وكان سيميوني مازال يحتفظ بتبديلان، كرة رونالدو التي أضاعها في الدقيقة 78 إرتدت في نفس الدقيقة من جابي إلى خوانفران إلى كارسكو الذي سجل التعادل وعاقب زيدان على التسرع في التبديلات في وقت مثالي من المباراة.
هدف كارسكو وضح دور كروس المفقود، الكرة التي قام بتمريرها جابي لم يكن يقدر على فعلها في وجود كروس، حيث حاول مراراً وتكراراً في الشوط الأول إلا ان الألماني كان بالمرصاد وظهرت في الكرة التي مررها بالخطأ إلى جريزمان وأحتُسبت تسلل على الفرنسي نظراً للضغط الذي كان يجيده كروس ويتفوق فيه على جابي.
وكاد اتليتكو ان ينهي المباراة في النهاية بعد إرتداد الكرة من المتألق كارسكو الذي راوغ لاعبان من ريال مدريد، ليعود راموس ويرتكب خطأ إستوجب البطاقة الصفراء من كلاتنبرج وسط إعتراضات لاعبي أتليتكو من أجل ان يُطرد سيرجيو، ولكن أيضاً هنا يكمن دور كروس الذي خرج ولم يقدر اي لاعب تغطية مكانه.
في الشوط الإضافي الأول ظل سيميوني يحتفظ باللاعبين البدلاء رغم إنه مازال لديه تبديلان، فيما كان ريال مدريد بدنياً الفريق غير قادر على إستكمال ما تبقى من المباراة، كان مودرتش وكاسميرو ورباعي الدفاع يتحملون عبئ المباراة وإيسكو بقدر الإمكان يحاول ان يقود ريال مدريد لهجومات مرتدة ولكنها دون جدوى لإستهلاك الثنائي بيل ورونالدو بدنياً.
ورغم ذلك هدد ريال مدريد مرمى اتليتكو في مرتين بالشوط الأول الإضافي، قبل ان يسقط لاعبي اتليتكو في الشوط الثاني فليبي لويس وكوكي ويدخل توماس بارتي ولوكاس فيرنانديز، وتستمر الدقائق الباقية من المباراة بهدوء تام حتى وصلت لركلات الترجيح التي إبتسمت لريال مدريد في النهاية.
ركلات الترجيح أنقذت زيدان من هجوم الإعلام على تبديل كروس والتسرع في التبديلات، وجعلت من الجميع ان يمجد المدرب الشاب تدريبياً بعدما حقق البطولة الحادية عشر للملوك بعد اقل من 5 آشهر مدرباً، ركلات الترجيح جعلت البعض يهاجم سيميوني بعد بداية المباراة بأجوستو وإدخار لاعب بإمكانيات كارسكو وتعديل الأوضاع في الشوط الثاني.