من عدم الإنصاف أن تترك مشاكل فريقك وترجع تفوق الخصوم عليك بحجج مثل التحكيم أو أن المنافسون يفوتون المباريات لأن مثل هذه الحجج تغطى على الحقيقة وتزيف التاريخ وتضر بمصالح فريقك وتجعله ينشغل عن المشاكل الفنية التى أدت لخسارته اللقب وتبدأ الدخول فى نفق مظلم تتوه فيه الحقائق وتتبدل الذكريات.
الكثير من صفحات مواقع التواصل الإجتماعى المؤيدة للأهلى المصرى إتهمت الإسماعيلى بتفويت مباراة الزمالك التى إنتهت بثلاثية نظيفة بحجة أن الإسماعيلى فعل ذلك نكاية فى الأهلى وبسبب العلاقات التاريخية بينه وبين الزمالك وتناسى البعض العديد من الحقائق الهامة منها أن الزمالك متفوق تماما على الإسماعيلى هذا الموسم وقبل اللقاء كان الزمالك متفوق ب22 نقطة عن الإسماعيلى وله ثلاث مباريات أقل من الإسماعيلى فطبيعى أن يفوز الأكثر نقاطا والمفاجيء هو أن يحدث العكس بالإضافة لأن الزمالك هذا الموسم أن هجوم الزمالك هذا الموسم ثانى أقوى خط هجوم فى الدورى متأخرا عن إنبى بفارق هدفين فقط مع العلم إن إنبى خاض ثلاث مباريات أكثر من الزمالك فى حين أن دفاعه يتفوق بفارق شاسع عن أقرب منافسيه بسبعة أهداف كاملة وهذا يؤكد مدى قوة الفريق هذا الموسم .
ومايعضد من عدم تفويت الدراويش للقاء ضد الزمالك إنهم فى آخر 14 مباراة بين الفريقين تفوق الإسماعيلى فى سبعة مباريات وتفوق الزمالك فى أربعة مباريات وتعادلا فى ثلاثة مباريات أن أى أن الكفة أرجح للدراويش فى الفترة الاخيرة والحديث عن تفويت المباراة يقلل من تألق وإستقرار الزمالك أغلب ردهات الموسم وبالرغم من ذلك فإن البطولة لم تحسم رقميا لصالح الزمالك أى إنه لديه الكثير من العكل ليقدمه فى المباريات الأربعة الأخيرة حيث يحتاج منها أربعة نقاط فقط ليكسر عقده عدم الفوز بالدورى فى الثمانية نسخ الماضية التى تفوق فيها الأهلى.
عدم تتويج الزمالك سوى بثلاثة ألقاب فقط فى آخر 11 عاما ليس فريدا من نوعه بل أن العديد من الفرق الكبرى عانت مثل الزمالك فالأهلى المصرى المنافس التقليدى للزمالك ظل تسعة أعوام كاملة من 1966 حتى 1975 دون الفوز بأى لقب بينما أطول فترة للزمالك دون الفوز بأى لقب هى عشرة أعوام كاملة من 1922 حتى 1932.
لعنة عدم الفوز بالبطولات أصابت مثل الكثير من الفرق الاوروبية الكبرى فالميلان الإيطالى ظل 43 عاما دون تحقيق أى لقب من 1907 حتى 1950 بينما اليوفنتوس ظل عشرين عاما دون أى لقب من 1905 حتى 1925 بينما الوضع كان سيئا فى روما من 1942 حتى 1961 دون أى لقب.
ريال مدريد نادى القرن فى أوروبا ظل من 1936 حتى 1946 دون تحقيق أى لقب بينما ظل برشلونة لمدة 13 عاما دون تحقيق أى لقب من 1929 حتى 1942 وظل أيضا من1999 حتى 2005 دون أى لقب وظل فالنسيا الأسبانى 18 عاما دون أى بطولة منذ 1980 حتى 1998.
حتى عمالقة إنجلترا أصابتهم اللعنة فاليونايتد ظل دون أى لقب طوال 37 عاما من 1911 حتى 1948 وظل تشيلسى اللندنى 26 عاما دون أى بطولة من 1971 حتى 1997 بينما الريدز ليفربول ظلوا 24 عاما من 1923 حتى 1947 بلا أى لقب وظل الأرسنال 17 عاما دون بطولات من 1953 حتى 1970.
بايرن ميونيخ عملاق الكرة الألمانية ظل ربع قرن دون أى لقب من 1932 حتى 1957 وهذه هى متعة كرة القدم الحقيقية فى أن دوام الحال من المحال فلايوجد بطل دائم ولا خاسر مستمر ولكن المهم أن يتعرف مسيروا العمل داخل الفرق الكبرى التى أودت بذلك أما الحديث عن التحكيم وعن التفويت وعن أشياء أخرى فماهو إلى سراب ينتهى مع الأيام وتستمر لغة الأرقام فقط هى الشاهد على الحقيقة.
محمد أشرف_ هاى كورة
الاخبار