أسطورة .. كلمة لا تطلق على الكثيرين ولكن على من يستحق فقط أن يلقب بالأسطورة .. فالأساطير هم القامات التي تخلد في أي مجال بما قدمته من بصمات واضحة على الصعيدين المهني والأخلاقي .
وسيحين الدور على برشلونة بنهاية الموسم الجاري لتوديع أحد هذه الأساطير التي طالما عشقت النادي الكتالوني ولم تبخل بتقديم أي جهد أو ذرة عرق من أجل إسعاد مشجعي برشلونة . أنه الأسطورة تشافي .. نعم فتشافي هو مثال حي للقب أسطورة عاشقة لكتالونيا تذوب حباً في كل جدار من جدرانها , أسطورة قد اختارت الرحيل بنهاية الموسم بعد أن أيقنت أن الوقت قد حان لإسدال الستار على مشوار حمل معه كل التألق وتزين في ثوب من الاحترام والتقدير والحب .
فقد قرر تشافي الرحيل عن برشلونة بنهاية الموسم متجهاً إلى السد القطري بعد 25 عاماً من العطاء الكتالوني منها 17 عاماً مع الفريق الأول .. فتشافي منذ أن عرف ماهية كرة القدم وعشقها ارتبط معه هذا العشق ببرشلونة .. هذا الصرح الذي دخله الطفل الصغير وهو لا يعلم أنه سيخرج منه وهو أسطورة حية بصحبة 23 لقباً .
25 عاماً لم يرتدي فيها تشافي ولم يمثل سوى ألوان البلوجرانا التي عشقها واحترمها وأعطاها فأعطته الكثير , أعطته التألق والألقاب وقبل كل ذلك أعطته حب واحترام كل من تعامل معه ومن لم يتمكن من ذلك , فتشافي ليس مثالاً للتألق على مستوى المستطيل الأخضر فقط ولكنه مثال حقيقي لكيفية الاحترام .
فبالرغم من أن تشافي لم يعد يشارك أساسياً في برشلونة إلا أننا لم نسمع أو نرى تصريحاً يحمل معه الإساءة لهذا النجم الكبير , فقد لازم دكة البدلاء دون أن ينبث ببنت شفة أو ينتقد انريكي أو يسئ لزملائه في الفريق , بل على العكس من ذلك فقد لزم الصمت لمعرفته أن لكل نجم هناك مرحلة يخفت فيها الضوء ويقل , فهذه سنة الحياة , ولعلم تشافي واحترامه لذلك صمت مفضلاً التحدث في الملعب في الأوقات المتاحة للمشاركة من عمر المباريات فأجاد وتألق وصنع الأهداف لزملائه وهدف ولازال يقدم درساً في كيفية الاحتراف والاحترام حيث أنه بالرغم من اتخاذه القرار بالانتقال للسد القطري لكنه لم يركن للتكاسل أو التخاذل مع برشلونة بل على العكس فهو يعطي بحب أكثر ويبكي لتحقيقه الألقاب ويكأنها الألقاب الأولى مثلما رأينا بعد تحقيق لقب الليجا .
فبكاء تشافي كان بكاءاً حمل معه 25 عاماً من التألق والارتباط ببرشلونة , بكاء الفرحة والوداع , ولازال تشافي يتمنى أن يرفع كأسي اسبانيا ودوري الأبطال حتى يترك برشلونة وهو على القمة في كافة البطولات كما تمنى أن يراه دائماً وعمل لذلك , وكما قال ابيدال أن تشافي يستحق أن يرفع الكأسين وأن يختتم المشوار مع برشلونة بكأس دوري الأبطال . فكافة زملاء تشافي ومدربيه ومشجعي النادي الكتالوني يتمنون الأمر ذاته حتى تختلط الفرحة بهتاف مشجعي برشلونة بالنهاية .. وداعاً تشافي .
مقالة بقلم
دعاء أحمد