منذ رحيل الكاميروني المتألق صامويل إيتو الذي حقق أرقاما رائعة كمهاجم صريح في فريق برشلونة، لم يتمكن أي لاعب بعده من الوصول إلى مستواه أو التألق مثله إلى أن جاء أخيرا الاوروجواياني لويس سواريز الذي سجل حتى الآن 18 هدفا في جميع البطولات و في أول موسم له مع برشلونة.
من دون شك، أصبح سواريز لاعبا مثاليا الآن بالنسبة للعديد، فقد نال الإشادة من أغلب المدربين و اللاعبين نظرا لما يقدمه مع برشلونة على الرغم من غيابه عن اللعب في بداية الموسم بسبب العقوبة التي فرضت عليه من قبل الفيفا و بدايته المتعثرة نوعا في المباريات الأولى. في الحقيقة تمكن سواريز من إقناع الصحافة و المشجعين و حتى المشككين في قدراته. بل و تأقلم بشكل سريع مثالي و أصبح يتفاهم مع زميليه في الهجوم ميسي و نيمار.
احتاج برشلونة إلى 10 سنوات من رحيل إيتو لإيجاد بديل مماثل له أخيرا. ففي عامه الأول مع برشلونة وصل الكاميروني إلى 29 هدفا في مختلف المسابقات بمعدل 0.64 هدفا في المباراة الواحدة لكنه لعب مباريات أكثر من سواريز.
قبل رحيل إيتو، وصل هنري إلى قلعة الكتلان و أخذ مركزه في الجناح و ليس كمهاجم صريح و سجل 19 هدفا في 47 مباراة من أول موسم له بمعدل 0.4 هدفا في المباراة الواحدة. قضى الفرنسي ثلاث مواسم ناجحة في برشلونة و كان أحد أبطال ليلة السداسية في البرنابيو . كان أداؤه مقنعا لكنه لم يكن مهاجما صريحا و لم يستخدم كمرجعية هجومية، بل كان يخضع للتناوب مثله مثل المهاجمين الذي أتوا بعده.
بعد رحيله تعاقد برشلونة مع إبراهيموفيتش و وضع أملا كبيرا فيه ليكون خليفة إيتو، لكن على الرغم من أرقامه الجيدة إلا أنه لم يناسب طريقة لعب برشلونة، و سجل 21 هدفا في 41 مباراة، بمعدل 0.51 هدفا في المباراة الواحدة، أفضل من أي مهاجم آخر في سنته الأولى حتى وصول سواريز.
و مع تزايد المشكلات و الصراعات بين جواديولا و إبرا، ترك هذا الأخير النادي و أخذ مكانه الكواخي ديفيد فيا الذي كان له نفس مصير هنري و لعب في الجانب الأيسر و سجل 23 هدفا في 51 مباراة في موسمه الأول. لم تثير أرقامه الشكوك حوله لكنه لم يكن يلعب كمهاجم صريح و كان له نفس مآل هنري.
كان آخر الوافدين لتشكيل أفضل شراكة مع ميسي و نيمار هو أليكسيس سانشيز. كان على التشيلي تقديم أرقام جيدة في عامه الأول بعد سنة مذهلة قضاها في الدوري الإيطالي الدرجة الاولى مع اودينيزي. تمكن سانشيز الملقب آنذاك بـ “الفتى المعجزة” من تسجيل 14 هدفا في 38 مباراة، بمعدل 0.36 هدفا في المباراة الواحدة.
يعتبر نيمار اللاعب الوحيد بين هؤلاء اللاعبين الذي لم يتم التوقيع معه بنية اللعب في مركز المهاجم الصريح ‘9’، و كانت أرقامه مشابهة للتشيلي إذ سجل 14 هدفا في 39 مباراة.
أخيرا و بعد انتظار 10 سنوات و مجيء و رحيل نجوم كثر في محاولة لإيجاد إيتو جديد، استطاع لويس سواريز و في ظروف ربما أصعب من ظروف من سبقوه بحكم بدايته و العقوبة التي كانت مفروضة عليه و التي منعته من اللعب في الفترة الأولى من العام فعل ما لم يفعلوه و هو فرض لعبه و فعاليته في المباريات و برهن للجميع أنه المهاجم الصريح الملائم لبرشلونة و الحاسم في المباريات الصعبة، فهو يتفوق على كل من سبق ذكرهم في موسمه الأول بمعدل 0.54 هدفا في المباراة الواحدة حيث سجل 18 هدفا في مختلف البطولات في 33 مباراة فقط بزي الكتلان.
سواريز القاتل، السفاح، العضاض تعددت الأسماء و الشخص واحد. هكذا يطلق عليه عندما يواجه الفرق الكبرى و الأوروبية بالخصوص، ثنائيته ضد السيتي و الأخرى التي سجلها ضد باريس سان جيرمان من الأسباب التي جعلت الجميع يتأمل في إيجاد برشلونة أخيرا لبديل إيتو.
وفاء لغلام – هاي كورة