عام 1990 كان مليئا بالاحداث التى شغلت عقول الإنجليز مثل توحيد ألمانيا وسقوط سور برلين وإطلاق سراح المناضل الأفريقى نيلسون مانديلا وخسارة إسطورة الملاكمة الأمريكية مايك تايسون للمرة الاولى بالضربة القاضية أمام بوستر دوجلاس ورحيل مارجريت تاتشر المرأة الحديدية عن منصب رئيسة وزراء بريطانية ولكن كل هذا لم يكن بأهمية نصف نهائى كأس العالم 1990 عندما واجه المنتخب الإنجليزى نظيره الألمانى فى تورينو الإيطالية.
المنتخب الإنجليزى وقتها تأهل للمرة الاولى لنصف نهائى المونديال منذ فوزه باللقب 1966 وكان الجميع فى إنجلترا يعول الكثير على بول جاسكوين الشهير بجازا مع زملائه جارى لينكر وبريان روبسون وشيلتون وبلات وباقى كبار هذا الجيل بقيادة المدير الفنى السابق الراحل بوبى روبسون الذى قدم مباريات كبيرة فى البطولة بتخطى منتخبات مصر وبلجيكا والكاميرون على التوالى بينما المنتخب الألمانى فى أوج قوته بالتأهل للمرة التاسعة فى تاريخه لنصف نهائى البطولة بجيل إليجينر وماتيوس وبريمة وفولر وكلينسمان ووأندرياس مولر وهاسلر.
وإنتهى اللقاء بالتعادل الإيجابى بهدف مقابل هدف ولعبا ضربات الجزاء التى نجح الألمان كعادتهم بالفوز بها على حساب إنجلترا بعد أن أضاع ستيوارت بيرس ضربة الجزاءالخامسة والغريب أن بوبى روبسون مدرب إنجلترا وقتها بدل جاسكوين ولم يعطيه ضربة الجزاء وأعطاها لبيرس الذى كان إخصائيا فى تنفيذ ركلات الجزاء ولكنه أهدرها الأمر الذى جعل روبسون يتحدث قبل وفاته عن شعوره بالندم لأنه لم يعطى الكرة لجاسكوين لتنفيذها وبرر ذلك بخوفه من إحباط جاسكوين بسبب حصوله على إنذارين متتاليين أثناء المباراة وعدم خوضه للمباراة النهائية فى حال تأهل المنتخب الإنجليزى.
وتظل هذه المباراة فارقة فى مسيرة الكرة الإنجليزية وقتها فالإنجليز لم يتأهلوا منذ ذلك الوقت لنصف نهائى كأس العالم حتى الآن وأصيب جاسكوين بالإحباط وتبدلت مسيرته من موهبة فائقة إلى لاعب متمرد وسيعود الإنجليز لتورينو الإيطالية لمواجهة منتخب إيطاليا الثلاثاء فى مباراة ودية وستكون مشاعرهم متباينة بين الحزن الشديد لتذكر دموع جاسكوين وخسارة المنتخب القاسية أمام إنجلترا ومابين الفرح والسعادة بمنتخبهم الشاب الذى يطمح الإنجليز ليكون أحد أقوى المنتخبات فى المستقبل.
محمد أشرف_هاى كورة
الاخبار