التناول الحادث حاليا عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعى فى مصر يؤكد للجميع أن الجميع لايتعلم من الدروس وإن مذبحة الدفاع الجوى ستتكرر من جديد .
ولنعود بالذكرة حتى الأول من فبراير 2012 عندما حدثت مذبحة بورسعيد سنجد مايحدث الآن هو ماحدث حاليا فالبعض يثور دون علم أو دراية أو حتى يقدم حلول أو أفكار لحل المشكلة والأغرب إنه حتى الآن لايعرف أين المشكلة والحكومة تفعل نفس الشيء الذى فعلته من سنتين عباراة عن بيانات تنديد ووعيد وكفى والطرفين يتشدقان بالقيم والمباديء والتى أصبحت كلمات تطلق فقط أمام شاشات الفيس بوك فقط .
وإذا كنا جادين فى حل تلك الكارثة ومنع حدوثها من جديد ومعاقبة المتسببين فى ماحدث فيجب أن نتعرف على المشكلة لنحلها.
المشكلة سببها ثلاثة أطراف وكل طرف فيها يحاول أن يخرج بطلا على حساب الآخرين وكل يزايد على الآخر وتتلخص المشكلة فى التالى:
أولا : صفحات التواصل الإجتماعى التى تتشدق بحب الأهلى والزمالك وباقى أندية مصر ولكنه حب قاتل حب مسموم عن طريق التقليل من الجماهير الأخرى وزرع الفتنة ونشر أخبار كاذبة وتهييج الجماهير واللعب على وتر العشق الممنوع مما زاد من حالة الإحتقان بين الجماهير وخلق ظواهر سلبية فى التشجيع والغريب والملفت للأمر أن تلك الصفحات قبل الكوارث تسب بعضها البعض وعند الكارثة تقوم إطلاق دموع التماسيح والندم على مافات والدعوة للتوحد وكل هذا الأفكار تنتهى بمجرد بداية المباريات من جديد
ثانيا : الحكومات المصرية المتعاقبة ممثلة فى وزارة الداخلية فعلى الرغم من الضغوط الرهيبة والصراعات الأمنية المحيطة بمصر من كل إتجاه إلا أن الداخلية لديها بعض المعتقدات الغريبة والتى تسبب الكوارث فى كل مرة ولاتريد التعلم أبدا فالداخلية المصرية لاتريد أت تطور قدراتها فى فض المظاهرات أو الإحتجاجات عن طريق التعلم من الشرطة فى دول العالم المنظمة لأن ممارسة نفس الأفعال يؤدى للمزيد من الدماء
ثالثا : الأعلام المصرى معظمه إعلام موجه لأغراض معينة ولايراعى ضميره ولا هم له سوى عقود الرعاية والأموال فقط وهذا موجود فى العالم كله ولكن الفارق بيننا وبينهم إن الشعب واعى ومثقف فهو يجبر الأعلام على الحيادية لأنه فى الخاجر عندما يشعر المشاهد بأن الأعلام يخدعه يقوم بتجاهله وعدم نشر فيديوهات له وعدم نشر أحاديث هذا الإعلامى حتى يحدث شيء من أمرين إما أن القنوات تقوم بطرد هذا النوع من الإعلام وإما يقوم الإعلامى بتغيير نهجه ونسقه ويعود للحقيقة التى زيفها ولكن هنا فى بلادنا يحدث العكس فالإعلامى يقوم بتزييف الحقيقة وتجد الكل يتابعه وينشر فيدوهات وينشر قصص من البرنامج وهذا يجعل الرعاة والمعلنون فى غاية السعادة ويزداد الإعلامى فى سقطاته وللأسف فى بلد 50 % من شعبها لايقرأون ولايكتبون فأغلب الوقت يتأثرون بنوعية هذا الإعلام الموجه.
هذا النوع من الإعلام الرخيص يقوم بنشر الفتن لأنه يقتات منها فلا هم له أن تنسكب الدماء ولكن الأهم هو أن تفتح الخزانة لينهال من الأموال .
للأسف تحولت فكرة الإنتصار فى كرة القدم فى بلادنا من فرحة ولهفة إلى إذلال للفريق الآخر ومعايرته وتحولت كرة القدم لمتنفس لإخراج العقد النفسية التى يعانى منها شعب بأكمله محروم من إبداء رأيه بحرية عبر عقود طويلة فأصبح فكرة التباهى بالفريق الذى نشجعه يعطى شعورا كاذبا بإنتصار أفكارنا ومعتقداتنا التى لانستطيع البوح بها.
هذه هى المشاكل التى تصنع الكوارث ولدينا طريقان ليس لهما ثالث إما نسير فى الإتجاه الذى نسير فيه من كلام براق فى الإعلام وسباب عبر مواقع التواصل الإجتماعى ووصله من دموع التماسيح ثم ننسى فترة كبيرة ونسيقظ ذات يوم على كارثة جديدة وإما أن نجد حلول جزرية للمشكلة دون تزييف أو تلوين لمنع تلك الكوارث والحلول ليست بالصعبة والمعضلة وسوف نتناولها فى تقارير لاحقة .
محمد أشرف_ هاى كورة