برشلونة أكثر من نادى بالفعل برشلونة غير من شكل كرة القدم الأوروبية بأدائه الراقى وإمتلاكه كوكبة من أفضل نجوم اللعبة على مر التاريخ ولكن ماحدث فى العامين الماضيين جعل الجميع يتشكك فى قيمة برشلونة الأخلاقية.
الجميع فى السابق كان يمدح فى إدارات برشلونة السابقة التى كانت ترفض بوضع إعلانات على قميص النادى لأنها كانت ترى أن الفريق أكبر من أى إعلان ولكن كسر برشلونة القاعدة بوضعه إعلان اليونيسيف لمساعدة الفقراء ولم يكن يتقاضى أى أموال وقتها مساهمة فى الأعمال الخيرية.
وبعد فترة إتضح أن الأعلان لم يكن لخدمة البشرية كما كان يتم الترويج إليه بل لكى يمهد للعالم وضع إعلانات تجارية هدفها الربح فى المستقبل وهذا حدث ولا أحد يستطيع أن يلوم برشلونة على بحثه على رفع الكفاءة الإقتصادية للنادى ولكن كان يجب على مسئوليه عدم مخادعة العالم بوعود وأحاديث براقة عن القيم والأخلاق والمباديء .
المشكلة الإدارية تراكمت مع تولى روسيل ومن بعده بارتوميو لرئاسة النادى الكتالونى وظهرت ملامح الفساد المالى والإدارى والأخلاقى وبالرغم من توالى الكوارث المالية والأخلاقية تجد البعض يهلل ويطبل لإسلوب إدارة برشلونة الحالية والتى سبقتها ويسيرون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وإن التلاعب المالى فى سوق الإنتقالات ليس مشكلة المهم أن يتم التعاقد مع لاعبين يمنحون برشلونة التفوق والقوة.
ولكن لأن مابنى على باطل فهو باطل فإن الحقائق إتضحت شيئا فشيئا والمشكلة بدأت مع ظهور مشاكل ضرائبية كبرى مع نجم الفريق ليونيل ميسى ووضح ضعف الإدارة على حل المشكلة وتماديها لأنه كان يجب على الإدارة التى تقود كيان كبير مثل برشلونة أن تقوم بمتابعة اللاعبين ماليا حتى لايقعوا تحت طائلة القانون ولكن الإحترافية فقط فى قاموسهم ماهى إلا شعارات مزيفة يخدعون بها جماهير أحد أهم وأكبر ملاعب الدنيا الكامب نو.
ولأن الخداع لايستمر فقد أدانت النيابة العامة الأسبانية صفقة نيمار جونيور الذى كلف برشلونة 94.8 مليون جنيه إسترلينى وليس 57.1 مليون يورو كما أعلن برشلونة من قبل.
لأحد ينكر أن نيمار جوهرة ويستجق دفع الغالى والنفيس من أجل التعاقد معه ولكن الذى فعله برشلونة من أجل التعاقد معه يعد جريمة كبرى سيدفع الجميع ثمنها قريبا فبرشلونة منح الشركات الراعية ووالد نيمار وبعض الوسطاء لإتمام الصفقة مايقارب من 40 مليون يورو وبذلك حطم كل القواعد الأخلاقية لأن هذا جعل الأندية البرازيلية تلجأ لمثل تلك الحيل من أجل رفع قيمة نجومها وهذا سيجعل الفرق الأوروبية أمام طريقين ليس لهما ثالث إما بأن ينتهجوا نهج برشلونة ويقوموا بالتلاعب المالى من أجل الحصول على بعض الأمجاد المزيفة أو أن يحترموا تاريخهم ويتراجعوا عن تلك الصفقات المشبوهة مهما كانت قيمتها حتى ينتهى تلاعب وفساد للأسف بدأه نادى عملاق مثل برشلونة.
جماهير برشلونة غضبت وإتهمت الفيفا بتدمير النادى بإيقافه عن إبرام الصفقات حتى يناير 2016 ولكنها أخطئت مثل إدارة ناديها لأنها كانت يجب أن تشيد بالقرار المخفف الذى صدر ضد النادى فهذا القرار كان من شأنه أن يقوم بتطهير النادى من الدنس الذى لحق فيه فى الأعوام الماضية ولكن لأن الزيف مستمر فالصحف الكتالونية روجت للخبر بصورة عكسية فبدلا من الترحيب بأن العقوبة مخففة وأن هذه العقوبة بداية عودة برشلونة للقيم والمباديء قامت بترويج أخبار بأن ريال مدريد يقوم بمثل أفعال برشلونة ويجب معاقبته أيضا.
مثل هذه السطحية فى التفكير يجعلنا متأكدين أن القادم اسوأ على برشلونة لأنهم لم يتعلموا من أخطائهم بل على العكس قاموا بترويج إشاعات لاأساس لها من الصحة فالريال يعلن عن قيمة صفقاته الكبرى التى تتخطيء الثمانين مليون يورو ولايخجل من أن يعلن للجماهير إنه دفع الغالى والنفيس من أجل التعاقد مع نجوم مثل رونالدو وبيل وجيمس لأن الخداع لايجلب سوى الخراب وإهتزاز صورة النادى وحتى فى الميركاتو يتعاقد مع لاعبين شبان بالإتفاق مع أنديتهم دون الدخول فى مهاترات أخرى كما حدث للأسف مع إدارة برشلونة فى المواسم الماضية.
برشلونة بتوالى الكوارث الإدارية والتلاعب المالى الضخم الذى ينجلى يوما بعد يوما يجب أن تتم معاقبته بشكل أكبر حتى يعود الوضع كما كان سابقا فى النادى الكلاسيكى الرائع الذى كان فى السابق أكثر من مجرد نادى ولكن حاليا مع صحافة مخادعة وإدارات فاسدة أصبح نادى ينتصر فقط ولكن على حساب المباديء وببساطة ودون الدخول فى حسابات معقدة فالفريق عاما بعد عام ينخفض مردوده وتتراجع بطولاته لأن السوس إستشرى فى الكيان والعدالة غابت وبمجرد عودة الحقوق لأصحابها وبمجرد الإعتراف بالأخطاء وعدم التركيز على المنافسين سيعود برشلونة القوى المدمر الخارق للعادة .
فهل يتم تدارك الأمور أم يستمر الوضع سوءا؟
محمد أشرف_ هاى كورة