لاتوجد كلمات تستطيع أن تصف المشاعر التى عاشتها معظم جماهير الكرة المصرية أثناء رؤيتها لمباراة الأهلى والمصرى التى أقيمت بعد جدل كبير مابين مؤيدين لإقامة المباراة ومابين معارضين يصفون إدارة الأهلى بالتخلى عن شهداء مذبحة بورسعيد التى أودت بحياة 72 مشجع فى أكبر كارثة كروية فى تاريخ الوطن العربى .
المباراة الكابوسية التى غيرت مسار كرة القدم المصرية والتى ألقت بظلالها على كافة مناحى الحياة فى مصر والتى كانت سببا فى أكبر فتنة كروية ولكن لنستجمع بعض الأحداث فى مخيلتنا لكى نتعرف هل كان مجلس إدارة الأهلى صائبا أم مخطئا فى لعب المباراة.
_فى 20 إكتوبر من عام 1982 خلال مباراة جمعت بين فريقَى سبارتاك موسكو الروسى وضيفه الهولندى هارليم ضمن كأس الاتحاد الأوروبى سجل الفريق الروسى هدفا فى آخر دقيقة من المباراة فنزل المشجعون لأرضية الملعب وأثناء التدافع الجماهيرة سقط 340 قتيلا ولكن تجاوزت الأمة الروسية والهولندية الحادثة ولعبوا كرة القدم من جديد.
_في 23 مايو 1964 في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية التقى منتخبي بيرو والأرجنتين فى بيرو وقبل دقيقتين من النهاية سجل الأرجنتينيون هدف الفوز وحدث شجار بين المشجعين راح ضحيته320 شخصًا معظمهم من الأرجنتيين وكادت أن تحدث حربا بين الدولتين ولكن تم تجاوز الأمور ودارت رحى كرة القدم من جديد.
_فى 10 مايو 2001 حدث تدافع بين الجماهير على أبواب ملعب أكرا لمشاهدة الكلاسيكو الغانى بين هارتس أوف أوك وكوماسي وتوفى العديد من الأشخاص فى كارثة مدوية
_فى يونيو 1968 قتل 71 من مشجعى بوكا جونيورز اختناقًا خلال مباراة الديربى أمام ريفر بلات فى ملعب المونيمينتال ودارت حربا بين الجماهير فى اسوأ كارثة تحدث فى الملاعب الأرجنتينية وبعد فترة تجاوز الأرجنتينيون أحزانهم وإستمر الديربى مشتعلا حتى وقتنا هذا.
_ قبل نهائى دورى أبطال أوروبا عام 1985 على ملعب هيسل ببلجيكا قبل مباراة اليوفنتوس وليفربول قامت جماهير ليفربول باختراق الحاجز بين الجمهورين واعتدت على جماهير اليوفنتوس أدى هذا الشجار لمقتل 39 مشجع يوفنتينى وإصابة 600 آخرين وتسببت تلك الكارثة فى منع الأندية الإنجليزية من المشاركة فى البطولات الأوروبية 6 سنوات وليفربول 7 سنوات ولكن عادت أندية إنجلترا من جديد للتنافس على الألقاب الأوروبية.
_فى نهائى كأس إنجلترا في 15 أبريل عام 1989 ضد توتنهام بعد مرور ستة دقائق حدث تدافع جماهيرى من جماهير الفريقين إلى أرض الملعب أدى إلى وفاة 96 شخصًا من مشجعى ليفربول وتجاوز الإنجليز أحزانهم وإستمرت عجلة الكرة من جديد.
وحدثت كوارث كروية كبيرة فى كل انحاء العالم وليس معنى كلامى أن تستمر حياتنا دون مراعاة مشاعر جماهير الأهلى وأهالى الشهداء ولكن فلنفكر بعقلانية فمانطالب به كجماهير ومتتبعين لكرة القدم أن تتغير الكثير من الامور السلبية فى كرة القدم المصرية منعا لتكرار ماسأة جديدة فلايمكن للجماهير ان تزايد على بعضها البعض عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعى وتسب بعضها البعض وتزيد من الإحتقان ثم يتقاتلون وبعدها يطالبون بالقصاص يجب أن نتغير ونفهم أن كرة القدم لعبه للترفيه وللتنافس الشريف ولإحتواء الآخر .
يجب على لاعبى الاندية المصرية أن تتصافى أنفسهم مع بعضهم حتى يقللوا التعصب لدى الجماهير فلايعقل أن نرى لاعبى الاهلى يتحاشون إلقاء التحية على لاعبى المصرى فهذا سيزيد الامور تعقيدا وليس العكس.
مجلس إدارة الأهلى أرسى مبدأ بإقامة المباراة حيث إنه كان سيظل وصمة عار على الكيان الضخم فى حال الإنسحاب فكل الفرق الكبرى التى ذكرتها فى المقال سابقا مارست حياتها الرياضية من جديد لكى تدور العجلة بل على العكس مجلس إدارة الاهلى أعطى رسالة واضحة للحكومة المصرية والقضاء بأنه وافق على إقامة المباراة حتى لاتسوء الأحداث وراعى البعد السياسى الموجود فى مصر حاليا ولكن بشرط أن يقوم القضاء بالتركيز أكثر ويعطى الحق لأصحابه ويعاقب كل من تسبب فى الكارثة سواء من مسئولين أو من مشجعين مجانين قتلوا مشجعين آخرين لم يكن لهم ذنب سوى إنهم عشقوا ناديهم الكبير ويجب على مجلس إدارة الأهلى أن يقوم بوضع خطة لإرضاء الجماهير وأهالى الشهداء حتى لايحدث فرقة بين المجلس والجماهير .
ويجب على البعض من الموتورين الكف عن خلط الأوراق والحديث عن أن الأهلى إنسحب من كأس مصر بسبب خلافات إدارية مع مجلس إتحاد الكرة ورفض الإنسحاب من أمام المصرى فهذا خلط سلبى ومزايدات سيئة فهذا موضوع وهذا موضوع فإنسحاب الأهلى من كأس مصر لم يضر بمصالح أحد فمن حق الأهلى أن يلعب فى البطولة التى يرى إنها ستجلب منفعه له بينما فى حال الإنسحاب أمام المصرى كانت القضية ستكبر وتزداد عمقا وكنا سنرى المتعصبين من جماهير الفريقين يعتدون على بعضهم البعض وكانت ستقوم حرب أهلية وحينها ستكوى النار الجميع ولن تفرق بين حكيم وبين متعصب فالدم لايفرق بين شخص وهذا والفتنة قائمة لعن الله من يوقدها.
لا أريد الإستطالة أكثر من ذلك ولكن كرة القدم خلقت للجماهير ولم تخلق لعذابهم وقتلهم وبدلا من التراشق عبى المواقع وصفحات التواصل الإجتماعى فلنصلى على أرواح شهدائنا ولندعو الله أن تتوقف سلسلة العنف ونرسل رسالة للعالم إننا شعب قوى وصامد ومن صبر على محنة النكسة فى الستينيات قادر على أن يتجاوز محنة مذبحة بورسعيد ولن يتعرض أهالى الشهداء لظلم ولو تم ظلمهم فى حياتنا القصيرة فإن ربك ليس بظلام للعبيد .
محمد أشرف_ هاى كورة