لا تستغرب صديقى العزيز عندما ترى شغف عشاق ريال مدريد الأسبانى بفريقهم فمن عشقه فى أعوام الضباب من المؤكد إنه سيستمتع ويفتخر بأعوام الإنجازات والإنتصارات وقد يظن الكثيرون أن الفريق الملكى فريق مرفه بنى شعبيته من النجوم التى تعاقبت عليه فقط ولكن الموضوع كان غير ذلك تماما.
وأرجع بالذاكرة لموسم 1999_2000 عندما إكتسح ديبورتيفو لاكرونيا الدورى الأسبانى منذ بدايته وحتى نهايته وإحتل برشلونة المركز الثانى وإحتل فالنسيا المركز الثالث وريال سرقسطة المركز الرابع وعانى ريال مدريد محليا بشدة حيث خسر ثمانية مباريات ولم ينتصر سوى فى 16 مباراة طوال الليجا وخلت قائمة الهدافين من أى نجم مدريدى وإزدادت الضغوط على الجميع وظن الجمهور أن الملكى سينهار ولكن من عاش فاعليات هذا العام سيتذكر ملحمة المرينجى الخالدة.
رجال ديل بوسكى دخلوا دورى أبطال أوروبا وسط جو ملبد بالمشاكل وبالرغم من الإخفاقات المحلية فإن الريال تصدر مجموعته فى الدور الاول برصيد 13 نقطة متفوقا على أندية بورتو البرتغالى وأولمبياكوس اليونانى ومولدى النرويجى ثم تأهل لدور المجموعات الثانى وكانت البطولة تقام بنظام المجموعات حتى ربع النهائى وسقط ريال مدريد أمام العملاق البافارى وقتها الذى كان يضم نجوم بحجم أوليفر كان وصالح حمديتش ومحمد شول ويانكر وإيفينبرج وخسر ذهابا وإيابا وكاد أن يفشل فى التأهل لربع النهائى بعد أن تساوى أمام العملاق الأوكرانى وقتها ديناموكييف الذى تساوى معه الريال ولم ينقذ الريال سوى إنه تفوق بفارق هدف لينجو الريال من الفشل وكان جمهور الريال يردي الفوز بأى ثمن بالبطولة لأنه كان يحتل مركز متراجع فى الدورى مما يجعله لايشارك فى دورى أبطال أوروبا فى الموسم الذى يليه وحل ثانيا وأسفرت القرعة وقتها عن مواجهة العملاق الإنجليزى مانشستر يونايتد الذى كان حاملا للقب ويضم نخبة نجوم اللعبة بوجود شمايكل وستام وروى كين وبيكهام وجيجيز وسكولز واندى كول وداوت يورك وتعادل الفريقين فى ملعب البيرنابو سلبيا وظن الجميع أن المرينجى سينهار فى ملعب الجحيم الاولد ترافورد وحدثت المعجزة وإنتصر الريال بسحر راؤول وريدوندو وتفوق المرينجى وفجأة وجد نفسه فى نصف نهائى أوروبا.
القرعة وضعته مجددا مع الذى لايرحم بايرن ميونيخ الذى كان الجميع يؤهله للظفر باللقب وحدثت المفاجأة وإنتصر الريال بمجموع المباراتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليتأهل الفريق للنهائى أمام عملاق أسبانيا وأوروبا وقتها فالنسيا الذى كان يضم عمالقة بحجم كانيزاريس وأيالا وكاربونى وأنجلوما وكلاوديو لوبيز ومنديتا وروفيتى ومدرب لايشق له غبار الأرجنتينى هيكتور كوبر الذى أذاق الويل لريال مدريد فى هذا الموسم محليا وإنتظرنا أن يشهد العالم تتويج فالنسيا فى نهائى ملعب السان دونى بباريس وحدثت المعجزة وإنتصر الريال باداء إسطورى بثلاثية نظيفة وسط ذهول العالم ليحصد الريال اللقب الثامن فى تاريخه ويتمكن من إنقاذ موسمه الكارثى فى الليجا ويتمكن من التأهل لدورى أبطال أوروبا فى الموسم التالى.
ريال مدريد وقتها لم يكن يضم نخبة نجوم اللعبة كما هو حادث الآن بل يضم نجوم لايعرفها الكثيرون وربما تجد الكثير من عشاق الريال لايتذكرونها الآن مثل سيزار وكارانكا وكامبو وسافيو ومكاليلى وجيريمى برفقة الكبار هييرو وراؤول ومورينتيس وروبيرتو كارلوس والساحر ريدوندو الذى كان يمثل أفضل نوعية نجوم وسط الميدان فى العالم وقتها .
وقد سردنا طريق البطولة وقائمة النجوم التى كانت وقتها ليدرك جماهير المرينجى إنهم يمتلكون فريقا قد يكون الأفضل من كل الفرق التى مرت فى الفريق من حيث الإمكانيات ومن حيث الأسماء ولو تم الحفاظ عليها بنفس الأسماء وبنفس الطاقم الفنى وبنفس الإدارة الحالية قد يحقق ريال مدريد الكثير من المعجزات فى زمن قلت فيه المعجزات.
محمد أشرف_ هاى كورة