واصل النادى الاهلى المصرى هوايته المفضلة فى الظفر بالألقاب وسيسألنى أحد الأصدقاء مالجديد وماهو سبب السعادة التى يعيشها عشاق الاهلى؟
الجديد أن الاهلى واصل صناعة التاريخ وواصل كتابة إسمه بحروف من نور كأحد التجارب الفريدة فى عالم كرة القدم العالمية وعلم الجميع أن الفوز بالبطولات قد يحققه أى نادى بالصدفة ولكن الأهم هو الإستمرارية.
وسنبحر فى تاريخ الاهلى القارى لنعرف مامعنى الإستمرارية فالفريق دشن أولى بطولاته الأفريقية بفوز بدورى أبطال أفريقيا عام 1982 ثم حقق لقب كأس الكئوس الأفريقية ثلاثة مواسم متتالية أعوام 1984,1985,1986 ثم توج بدورى أبطال أفريقيا عام 1987 ثم التتويج بكأس الأفرو آسيوية عام 1988 أى أن الفريق عبر ستة مواسم متتالية إستطاع الظفر بستة ألقاب متتالية وهذا أول درس علمه الاهلى للتاريخ الأفريقى فى الإستمرارية وتكوين جيل قادر على الذهاب بعيدا بالبطولات ثم إبتعد الأهلى كثيرا حتى عام 2001 تخللها فقط الظفر بكأس الكئوس الأفريقية للمرة الرابعة بالفوز على أفريكا سبور العاجى عام 1992.
وبدأت إدارة الأهلى فى النظر للمستقبل عندما أدركت أن الزمالك والرجاء المغربى بدئا بخطفا الأضواء إفريقيا وبدأ الفريق فى الإهتمام أكثر بالعد الأفريقى وحقق الفريق ثاثل دورى أبطال أفريقيا فى عام 2001 وتبعها الظفر بأول سوبر أفريقى وبعدها بأربعة أعوام بدأ المد الأكثر خطرا فى تاريخ القارة السمراء.
فى 2004 أيقن الاهلى سوء الوضع الفنى الذى لازم الفريق لذا قرروا إستعادة ساحرهم مانويل جوزيه الذى إشترط على إدارة الأهلى أن يقوم الفريق بإنتدابات ضخمه تكفل للفريق إستعادة الإستمرارية التى حققها الأهلى فى منتصف الثمانيينات وبالفعل تأهل الأهلى أربعة مرات متتالية لنهائى دورى أبطال أفريقيا حصد منها اللقب ثلاثة مرات وأيضا حقق السوبر الأفريقى ثلاثة مرات ثم بدأ الجيل فى الآفول ولكن أردكت إدارة الأهلى أن التغيير مطلوب فرحل صانع السعادة جوزيه وأتى مساعداه حسام البدرى ثم محمد يوسف من بعدها وحققا لقبين جديدين لدورى أبطال أفريقيا عن طريق باقى أفراد الحرس القديم مثل تريكة ووائل جمعة وتم الإستعانة بنجوم شابة مثل عبد الله السعيد ووليد سليمان وبالفعل حقق الاهلى لقبين متتالين ثم أتى الخروج من دورى أبطال أفريقيا فى الموسم الثالث ولكن بسرعة تداركت إدارة الأاهلى أن التراجع صار ممنوعا وأن نهم البطولات لو توقف قد تتوقف العجلة وقد يفقد الأهلى أهم أسلحته وهو الهيبة التى صنعتها الإستمرارية فبسرعة وضعوا هدفا وحيدا أمام اللاعبون وهو الظفر بالكونفدرالية مهما كانت الثمن ومهما كانت الإنتقادات ومهما كان الظفر باللقب الأفريقى سيعرقل مسيرتهم المحلية وإنتهى المشوار بفوز صعب بالكونفدرالية ولن أتحدث فيما حدث فما حدث لن يذكره التاريخ بل سيذكر التاريخ أن فريقا فى شمال أفريقيا إستطاع خلال عشرة مواسم اى عقد من الذكريات الرائعة أن يتوج بستة بطولات أفريقية منها خمسة ألقاب لدورى أبطال أفريقيا وبطولة للكونفدرالية وخمسة ألقاب للسوبر الأفريقى أى إحدى عشر لقبا فى عشرة سنوات بمعدل بطولة وأكثر فى كل سنة .
إذن يجب على الكل أن يستوعب سبب سعادة عشاق الأهلى فالسبب ليس بطولة أو الفوز بلقب لم يحققه المصريون ولكن السبب هو أن الأاهلى برغم كل الظروف لم يفقد الهيبة الإفريقية وأن عقدا من الزمن كفل لعشاق الاهلى أن يعيشوا مرفوعى الرأس لعقود كثيرة وأن فرق أفريقيا يجب عليها أن تعى التجربة كثيرا وأن تجتهد كى تستطيع أن تفعل مثلما فعل الاهلى فالفوز ببطولة وارد ولكن الأصعب أن تستمر فارسا ملهما يكرهك البعض ويعشقك الملايين فالزمالك حقق لقب والترجى وإنيمبا ومازيبمى كلهم أبطال حققوا ألقابا ولكن لم يستطيعوا أن يجعلوا عيسى حياتى ومسيروا العمل فى الإتحاد الأفريقى أن يعتادوا على وجوه لاعبيهم كما إعتادوا على وجوه أبطال الأهلى الذىن إستطاعوا أن يجعلوا شعار ناديهم قيمة ثابتة فى كل محفل إفريقى ولما لا فالأهلى تحول من فريق لكيان لمؤسسة لمنظومة تستغل قوتها ونفوذها أحيانا وتستغل ضعف منافسيها أحيانا ولكن تموت الأسباب وينسى كاتبوا التاريخ الإدعاءات وتموت كلمة الحظ وتسقط شماعات التحكيم أمام أرشيف البطولات وأمام دولايب الكئوس فكل من عاش تلك الحقبة المضيئة فى تاريخ الأهلى سيحكى لأبنائه وأحفاده أن هناك فريقا وحيدا إستطاع أن يهزم بوكا جونيورز والميلان والريال وبرشلونة والزمالك وأياكس وكل عمالقة اللعبة فى كل القارات إسمه الأهلى المصرى شعار جماهيره الأهلى فوق الجميع .