ماحدث فى الصيف الماضى داخل مانشستر يونايتد سيظل عالقا فى تاريخ كرة القدم بأنه الأكثر سفها فى تاريخ النادى الإنجليزى العظيم فبعد أن كان النادى ينفق بحكمة مع السير أليكس فيرجسون صار بئرا عميقا ينهل منه فرق أوروبا من أموال كما يشائون.
الفريق لم يكن حكيما بالمرة فى الإنفاق فقد ظن الجميع عندما أتى لويس فان جال بأن الفريق سيقوم بتدعيم كافة خطوط الفريق ولكن هذا لم يحدث.
اليونايتد كان يحتاج للتعاقد مع ظهير أيسر بدلا من إيفرا الذى رحل لليوفنتوس الإيطالى ولكننا فوجئنا بالتعاقد مع ثلاثة أظهرة يسرى وهم لوكا شو ودالى بليند وماركوس روخو وكان كفيلا باليونايتد التعاقد مع لوكا شو فقط أو أى إسم منهم وتفنن فان جال فيما بعد وضع بليند فى وسط الملعب وماركوس روخو فى قلب الدفاع فتاه الفريق وتحول لمسخ أكثر سوءا من الموسم الماضى.
اليونايتد كان يحتاج لقلب دفاع مميز ولكن شيئا من هذا لم يحدث وأنفق أمواله فى صفقات أخرى وسيأتى الحديث فيما بعد عن الذى حدث ونفس الكارثة إرتكبها فى خط الوسط فبدلا من التعاقد مع لاعبين أكفاء لم يتم التعاقد مع أى لاعب سوى هيريرا نجم بلباو الذى يلعب بفنيات كبيرة ولكنه لايجيد التمركز الدفاعى.
فى الهجوم تعاقد اليونايتد مع فالكاو من موناكو وهو مصاب عديم الجاهيزية البدنية فخسر الفريق تعاقدا مهما وباعو ويلبيك المتألق مع الأرسنال ثم تعاقد الفريق مع الصفقة الأكثر حماقة فى تاريخ مانشستر يونايتد بدفع 70 مليون يورو لريال مدريد وبالطبع اليونايتد كان فى غاية اللاوعى وقتها فلم يعى أن الريال كان سيقبل لنصف المبلغ وقتها لأنه تعاقد مع جيمس رودريجيز وكان يردي خروج دى ماريا بأى طريقة وقتها ولو تأخرت الصفقة قليلا لكن اليونايتد أو أى فريق آخر تعاقد معه بنصف القيمة ولكن هيهات وضاع مبلغ كبير على اليونايتد لتدعيم صفوفه.
اليونايتد كان أحرى به التعاقد مع جناح مميز مثل رويس أو مونيايين أو يارملينكو أو كونوبلينكا وكان يوفر القيمة الاخرى للتعاقد مع مدافع من الطراز الرفيع مثل هومليز أو لابورتى أو مانجالا او التعاقد مع لاعب وسط دفاعى جيد مثل فيدال أو جوارين أو سامى خضيرة أو حتى ألكسندر سونج ولكن خدعهم الريال وصنع لهم شبحا إسمه دى ماريا كان يختبيء وراء تألق رونالدو ومودريتش وبيل وبالفعل تلقى اليونايتد الطعم وخسر الجلد والسقط وبدلا من أن يصنع فريقا يعيد به أمجاد اليونايتد الضائعة إشتروا شبحا من الأوهام فلا اليونايتد عاد ولا أمجادا تحققت.
والمشكلة الآن فى أن الصحف البريطانية تبيع الوهم لعشاق اليونايتد بنثر أخبار مغلوطة حول إقتراب بيل من اليونايتد والمشكلة الأكبر أن عشاق الشياطين الحمر يصدقون مثل هذه الترهات فكيف بلاعب يشارك أساسيا مع فريق بطل أوروبا ينتقل لفريق رفض التعاقد معه منذ ثلاث مواسم عندما وافق السبيرز على بيعه لليونايتد فى 2011 ولكن اليونايتد رفض دفع 40 مليون يورو وقتها لذا فإن أولى خطوات الإصلاح داخل البيت المانشستراوى هو التفكير بروية وهدوء حول مستقبل الفريق والخروج من هوة النفق المظلم الذى دخل فيه اليونايتد طواعية دون أن يجبره الآخرون على الدخول فيه.
محمد أشرف_ هاى كورة