كرة القدم دائما لعبة تعطى للمجتهد فهناك نوعية من النجوم لاتمتلك فنيات كبيرة فى الملعب لكن بإجتهادها وإصرارها حفرت بأسطر من نور تاريخ كبير فى سماء كرة القدم .
وهناك نجوم آخرون يقبعون فى أسفل الكوكب الكروى إختاروا الطريق الآخر فبرغم مهاراتهم الرفيعة لكن إختاروا بئرا من السقوط ليكون ملاذهم الآخير فمنهم من وجد ملاذه بين الفتيات ومنهم من وجد رغباته الحيوانية فى الإدمان ومنهم من إستمتع بالسهر ومنهم من تمرد على المدربين ومنهم من تعارك ضد الجماهير ومنهم من خلط كل هذه المفاسد فى وجبة واحدة ولكن للإسف تحول لمجرد تراب فى كتب التاريخ يتم إزالته مع الأيام أو يصبح مذكورا بين الكتب كى يكون عبرة لمن بعده إما أن يكون رائعا ومميزا مثل رونالدو وميسى زيدان وإما أن يكون تفاحه معطوبة .
مارادونا كان حالة خاصة للغاية فى كرة القدم فبالرغم من تاريخه الشهير فى عالم الإدمان لكنه إستطاع أن يسطر تاريخ فى كرة القدم وكان بمقدوره أن يقدم المزيد لولا وقوعه فى الخطايا الكبرى التى ذكرنا سابقا.
بول جاسكوين إسطورة كرة القدم الإنجليزية تحول من فتى يافع تحلم به كرة القدم الإنجليزية أن يعيد ربيعها فى التسعينيات لكابوس تستمتع به كبريات الصحف البريطانية لتجد فيه وجبة دسمة للغايةللفضائح مثله مثل حال الإمبراطور أدريانو الذى كان نجما لايشق له غبار مع إنتر ميلانو الإيطالى ولكن وقوعه لهوى الفتيات وللإدمان حوله فى نهاية الأمر إلى تاجر مخدرات بحسب الصحف اللاتينية مؤخرا.
بارتون لاعب كوينز بارك رينجرز لاعب مميز جدا ولكنه يفتعل المشاكل مع أى أحد لم يسلم منه لاعب أو مدرب أو صديق ولايزال يقدم إبداعاته مع كوينز بارك رينجرز ولكن تغريداته فى تويتر لاتزال تنال حدثا هاما بين الصحف الإنجليزية ويبقى بالوتيلى هو الأشهر حاليا فى إفتعال المشاكل فبالوتيلى تارة تجده الطيب والشرس والبريء والمظلوم والمتهم والفنان والساحر والشرير وكل هذه الصففات تجمعت فى رأسه وجعلته من أفضل نجوم كرة القدم ولكن من أكثرهم تذبذبا فى المستوى.
ولم تسلم ملاعبنا العربية من هذه الترهات فهناك نجوم كانوا من النجوم التى نعول عليها كثيرا ولكن سقطت بسبب عقليتها المحدودة وعدم قدرتها على الوقوف ضد المغريات مثل محمد عباس نجم الاهلى السابق فى الثمانينيات الذى تعرض للسجن بسبب المخدرات .
لاعبون كانوا كبارا فى بدايات مسيرتهم الكروية مثل إبراهيم سعيد وجمال حمزة ولكن تاهوا بين سراديب المشاكل والبحث عن السهرات والخروج مع الأصدقاء فإعتزلوا كرة القدم ويحاولون العودة من دهاليز عالم الإعلام ولكن ذكرياتهم مع الجماهير ليست جميلة بالشكل الذى يخول للمتتبعين الجلوس أمام شاشات التلفاز للإستمتاع بهم بعكس الحال مع نجوم آخرون مثل أبو تريكة وحازم إمام وسامى الجابر ونواف التمياط الذين أمتعونا بأخلاقهم الرفيعة وفنياتهم الكبيرة داخل وخارج الميدان.
وللإسف لاتزال تلك الآفات تصيب بعضا من نجومنا ويدفعهم لإرتكاب بعض الأفعال المشينة مثل العراك مع أفراد الشرطة مثل عماد متعب الذى كان يسير بقوة الصاروخ ولكن تأخرت مسيرته الكروية بسبب تفرغه للصحافة والرد على الإعلاميين وعمرو ذكى الذى دمر مسيرته الكروية بسبب عدم تحمله للمغريات وهناك أيضا عمرو سماكة الذى كان نجما شابا تنافس عليه الأهلى والزمالك ولكن ميله للإتجاه الخاطيء حوله للاعب طريد لا أحد يذكره إلا بسقوطه فى إختبارات المنشطات والمخدرات مما دفع الاهلى للإستغناء عنه.
وآخر تلك الأمثلة السيئة فى عالم كرة القدم العربية والمصرية هو النابالم والأباتشى والفتى الأسمر شيكابالا الذى تمرد على سبورتينج لشبونة وعاد للقاهرة وأحيانا يرونه فى سواحل مصر الشمالية مع الأصدقاء والفتيات والبعض يراه فى جنوب مصر فى مسقط رأسه فى النوبة يرقص فى الأفراح فهل هذه هى كرة القدم التى نحبها بالطبع لا ولكن هذه نماذج لانتمنى رؤيتها فى ملاعبنا العربية.
وتبقى هناك أمثلة مشرفة مثل بوفون وبيرلو وجيرارد ولامبارد وتونى وديل بييرو وتيرى هنرى وتشابى هيرنانديز وتشابى ألونسو إستطاعوا أن يرسموا أجمل تابلوهات فى عالم كرة القدم وتذكر تلك الأامثلة لأطفالك الصغار وأنت تحتسى معهم المشروبات الساخنة فى ليلة شتاء باردة أمام قطع الخشب المتوهجة بالنار ليكونوا يوما ما مثل هؤلاء الأباطرة الذين علموا الدنيا أن كرة القدم أخلاق وذوق رفيع وأن فخامة تلك الأسماء تكفى .
محمد أشرف_ هاى كورة
الاخبار