أسدل الستار على مباراة الكلاسيكو التي كان ينتظرها الجميع لمشاهدة فنون كرة القدم بين قطبي الكرة الإسبانية حيث فاز ريال مدريد بثلاثية حملت توقيع رونالدو وبيبي وبنزيما مقابل هدف أحرزه نيمار لبرشلونة ليقفز ريال مدريد ويرتفع رصيده لـ 21 نقطة مقترباً من برشلونة الذي يحتل الصدارة بفارق نقطة واحدة وليبدأ الحديث بعد إسدال الستار عن تلك المباراة التي حملت في طياتها الكثير لكلا الفريقين .
فانتصار ريال مدريد كان نتاج لسياسة ومنهج يسير وفقهما انشيلوتي ولاعبوه حيث أنه خطط بشكل جيد لملاقاة برشلونة وقيادة فريقه للفوز في تلك المباراة وذلك بدءاً من الخطوة الأولى وهي التشكيل حيث بدأ ريال مدريد المباراة بتشكيل يضم “كاسياس , بيبي , راموس , مارسيلو , كارفخال , مودرريتش , ايسكو , كروس , جيمس رودريغيز , رونالدو وبنزيما ” وبالنظر لهذا التشكيل سنجد أنه قد بدأ بأفضل لاعبي الفريق في كل المراكز ولكن الفيصل الأهم في تلك المباراة كان خط الوسط والممول الرئيسي لهجمات الفريق والتحكم في رتم اللقاء حيث اختار انشيلوتي الثلاثي ايسكو ومودريتش وكروس ليعطي لخط وسط ريال مدريد الأفضلية على حساب خط وسط برشلونة حيث أن كل لاعب في الثلاثي يكمل الأخر لتتشكل بالنهاية كتلة واحدة في هذا المركز تغذي خط هجوم الفريق بالشكل المطلوب وتستطيع قيادة المرتدات حينما يحين الوقت المناسب لها , ولن يكون غريباً إذا علمنا أن تمريرات مودريتش الـ 41 في تلك المباراة كلها كانت تمريرات سليمة أي أنه حصل على 100 % من فرط دقة تمريراته التي ساهمت بشكل كبير في ما آلت إليه المباراة .
وعلى الجانب الأخر في المعقل المقابل لدى برشلونة سنجد أن العكس هو ماحدث حيث أخطأ انريكي من البداية من خلال التشكيل الذي اختاره للمباراة حيث دخل برشلونة المباراة بتشكيل يضم ” برافو , الفيس , بيكيه , ماسكيرانو , ماثيو , تشافي , بوسكيتس , انيستا , ميسي , نيمار وسواريز ” وبالنظر لهذا التشكيل سنجد أن انريكي لم يختار الأفضل ليه في كل مركز خاصة خط الوسط الذي فقد السيطرة على اللقاء وكان سبباً رئيسياً في هزيمة برشلونة , فالتشكيل الذي بدأ به انريكي يضم عدة ثغرات بداية من بيكيه الذي برغم فوز برشلونة أمام أياكس المباراة الماضية إلا أنه ارتكب خطأين كانا كفيلين بتلقي شباك برشلونة لهدفين ولكنه بدأ تلك المباراة ليواصل الأخطاء والأداء المهزوز بينما تم إشراك ماثيو في مركز الظهير في ظل تواجد البا الذي يجيد في هذا المركز بشكل أفضل , أما خط الوسط فقد كان النقطة الضعف لأن وجود بوسكيتس في الارتكاز بدلاً عن ماسكيرانو الذي يعد هذا المركز هو مركزه الأصلي كان نقطة ضعف واضحة في وسط برشلونة الذي لم يستطع تمويل الهجمات أو قيادة المرتدات كما أن وجود بوسكيتس أثر سلباً على أداء تشافي وانيستا واللذان تألقا مع ماسكيرانو عندما شارك في مركزه هذا الموسم لذا فقد قضى انريكي على خطورة خط وسط برشلونة بأكمله حينما قام بإشراك بوسكيتس في هذا المركز , أما إشراك سواريز في خط هجوم برشلونة منذ بداية المباراة ورغم صناعته للهدف الأول ولفرصة هدف محقق أضاعها ميسي فلم يكن بالفكرة الصائبة , فلاعب يظل بعيداً عن المشاركة الرسمية مع فريق لأربعة أشهر الأفضل له أن يبدأ على دكة البدلاء , غامر انريكي لكنها مغامرة لم تكن محسوبة بينما خطط انشيلوتي خطة محكمة حسب فيها كل خطوة فنجح وفاز بنقاط المباراة الثلاث .
وإذا نظرنا إلى صعيد أخر وهو الأرقام القياسية التي كان الجميع في انتظارها قبل انطلاق الكلاسيكو فسنجد أن برافو وميسي ورونالدو كانوا الأبرز في هذا السباق والذي حُسم لصالح رونالدو الذي استطاع إحراز أولى الأهداف في شباك برافو بعد ثماني جولات حافظ فيها الحارس التشيلي على نظافة الشباك و ليحرز بذلك هدفه الـ 16 في الليجا مواصلاً مشواره مع الأرقام القياسية لهذا الموسم بينما انتهت الأرقام القياسية لبرافو الذي حافظ على نظافة شباكه لـ 754 دقيقة في الليجا , أما عن ميسي فقد كان أغلب أوقات المباراة تائهاً في الملعب بسبب الضغوط التي تعرض لها قبل المباراة بالحديث عن الرقم القياسي لزارا هداف الليجا على مدار تاريخها وإمكانية تحطيم هذا الرقم بينما لم تنتهي الضغوط داخل المباراة بسبب التشكيل الذي وضعه انريكي والذي جعل ميسي كالغريق في أرض الملعب ليخرج من تلك المباراة وهو في أشد الاحتياج لوقفة مع النفس لاستعادة الهدوء والتركيز .
وبالنهاية يظل الكلاسيكو محط أنظار العالم وحلقة من حلقات الصراع الأبدي بين ريال مدريد وبرشلونة والتي تقدم الكثير من الدروس المستفادة التي تحتاج لمن يتوقف عندها للمواصلة حال النجاح ولمعالجة الأخطاء حتى لا يتكرر الإخفاق .
أحمد السيد – هاي كورة .