عندما يغامر المرء فانه يفكر قبل المغامرة في النتائج التي قد تحدث جراء تلك المغامرة ويقوم بحساب المكاسب والخسائر التي قد تعود عليه لكن ماذا إذا غامر المرء بلا حسابات بل المغامرة و فقط والتي تكون مغامرة عمياء بلا أعين لتحديد رؤية واضحة لمن يغامر ؟!
وقد كان هذا هو حال كوستا وسيموني أمس حيث كانت المغامرة بإشراك كوستا في مباراة نهائي دوري أبطال آوروبا أمام ريال مدريد منذ البداية رغم معرفة كلاهما أن الإصابة لم تنته بعد وأن الآلام لازالت قائمة وأن حُلمي البطولة الآوروبية وكأس العالم على المحك لكنها المغامرة التي دفعا ثمنها غالياً حيث ندم سيموني على إشراك كوستا واعتبر أن ذلك الخطأ الذي ارتكبه هو السبب الأساسي في الهزيمة وخسارة اللقب بعدما فقد جهود اللاعب بعد تسع دقائق فقط من بداية المباراة و لكن بالنظر إلى كوستا فسنجد أن خسارته من تلك المغامرة كانت أكبر حيث يواجه خطر الغياب عن كأس العالم الذي أصبح من الصعب أن يلحق به الآن بعد الانتكاسة التي حدثت له وجعلته يُستبدل بعد 9 دقائق فقط من بداية المباراة فأوتار الركبة لم تحتمل 9 دقائق من المشاركة كما تعرض كوستا للإصابة في عضلة الفخذ ولذلك فالغياب عن كأس العالم أصبح هو الأقرب بشدة بالنسبة لكوستا الذي خسر بذلك مشاركته الأولى في أهم حدث كروي ينتظره الجميع .
ولا شك أن مغامرة كتلك تحمل معها الكثير من الدروس التي لابد أن يستفيد منها من يراها حتى لا يقع في مثلها بعد ذلك , فالخسارة هي عنوان المغامرة غير المحسوبة .
دعاء أحمد – هاي كورة .