لا أحد يشك في كون البرتغالي جوزيه مورينيو هو من أفضل المدربين في العالم ما إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، فمورينيو الذي كان يعمل مترجما في نادي برشلونة الإسباني، دخل عالم التدريب سنة 2000 رفقة نادي بنفيكا البرتغالي لينتقل إلى نادي بوتياو ليريا بعد مضي موسم واحد، قبل أن يضع الرحال سنة 2002 في نادي بورتو البرتغالي الذي اكتشف معه العالم مدرب كبير إسمه جوزيه مورينيو، المدرب البرتغالي البالغ من العمر حاليا 50 سنة حقق كل شيء مع النادي البرتغالي حيث فاز معه بلقبين للدوري المحلي وكأس الإتحاد الأوربي بالإضافة إلى دوري عصبة الأبطال الأوربية.
هذه الألقاب زينت بطاقة تعريف مورينو التي استهوت الميلياردير الروسي رومان ابراهيموفيتش مالك نادي تشيلسي الذي عمل على استقدام السبيشل وان إلى النادي اللندني، مورينيو فاز بلقبين للدوري الإنجليزي الممتاز مع البلوز لكنه فشل في تحقيق حلم رئيسه المتمثل في الفوز بكأس عصبة الأبطال الأوربية، بالرغم من أن ابراهيموفيتش فوض لمورينيو حق انتداب أي لاعب في العالم يراه مفيدا لكتيبة البلوز، وهنا أستحضر ذهاب مورينيو لبرشلونة من أجل معاينة رونالدينيو وتصريح مورينيو الذي قال فيه: ” أقول لجمهور برشلونة لا تخافوا على لاعبكم رونالدينيو لأن لا مكانة له في تشكيلة تشيلسي” وهو يشير ضمنيا للجماهير التي كانت تشتمه طيلة المباراة خوفا على نجمها البرازيلي.
لكن رغم كل هذه الإغراءات والإنتدابات التي قام بها إبراهيموفتش أو على الأقل كان مستعدا للقيام بها فإن البرتغالي مورينيو فضل ترك النادي اللندني بالتراضي في استقالة اعتبرت لفتة أخلاقية كبيرة من المدرب البرتغالي الذي كان بإمكانه إرغام إبراهيموفتش على دفع أموال طائلة لجوزيه لو انتظر هذا الأخير إلى غاية إقالته من طرف إدارة النادي اللندني.
المدرب البرتغالي توجه إلى الكالشيو هذه المرة وبالضبط لنادي انتر ميلان الإيطالي، فريق كبير وعريق لكنه أقل بكثير من نادي تشيلسي من الناحية المادية والقدرة على إبرام الضفقات الكبيرة وبالتالي جلب اللاعبين المميزين، فباستثناء شنايدر وإيتو اللذان استغنت عنهما الريال والبارسا اعتمد مورينيو على العناصر المتوفرة في الفريق الذي كان معدل عمره مرتفعا نوعا ما.
لكن بالرغم من هذه الإمكانيات البسيطة استطاع مورينيو تحقيق كل شيء مع النادي الإيطالي خلال موسم 2009-2010 حيث فاز معه بالكالشيو، كأس إيطاليا، دوري أبطال أوروبا، وبات ناديه انتر ميلان أول نادي كرة قدم يفوز بخمسة من أصل ست بطولات في عام واحد بعد سداسية برشلونة.
هذه الألقاب وهذا النجاح المبهر جعل المدرب البرتغالي يدخل في صلب اهتمامات رئيس ريال مدريد فلورونتينو بيريز الذي استقدم السبيشل وان للعاصمة الإسبانية من أجل تحقيق لقب عاشر لدوري أبطال أوربا للمرينغي.
إمكانيات كبيرة وضعها الفريق الملكي تحت تصرف البرتغالي مورينيو من أجل تحقيق حلم الجماهير المدريدية، لكن مورينيو بالرغم من تحقيقه للدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني وكأس الملك في مسيرته مع النادي الملكي فقد فشل في تحقيق البطولة الأغلى في أوربا للنادي الذي يمتلك اللاعب الأغلى في العالم، وهو الأمر الذي جعل مورينيو يعود مرة أخرى لستامفورد بريدج هذا الصيف.
كل هذه الأشياء السابقة تؤكد بأن السبيشل وان يكسب الألقاب عندما يسود الهدوء وعندما يعمل في صمت، وكذلك عندما لا يكون مطالبا بتحقيقها أصلا، فبورتو وأنتر ميلان اللذان فاز معهما مورينيو بدوري عصبة الأبطال الأوربية لم يوفرا للبرتغالي ما وفراه له تشيلسي وريال مدريد.
ليبقى السؤال المطروح هل ينجح مورينيو مع الفرق الصغرى ويفشل مع الأندية الكبرى؟ أم أن مورينيو سيكذب هذه القاعدة ويحقق اللقب الغالي مع تشيلسي في عودته الجديدة؟…
بودرة عبد العزيز – هاي كورة